يقول أمير المؤمنين (عليه السلام)، في وجوب فعل الخير مهما قلّ:
"افْعَلُوا الْخَيْرَ وَلَا تَحْقِرُوا مِنْهُ شَيْئاً فَإِنَّ صَغِيرَهُ كَبِيرٌ وَقَلِيلَهُ كَثِيرٌ وَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ إِنَّ أَحَداً أَوْلَى بِفِعْلِ الْخَيْرِ مِنِّي فَيَكُونَ وَاللَّهِ كَذَلِكَ إِنَّ لِلْخَيْرِ وَالشَّرِّ أَهْلًا فَمَهْمَا تَرَكْتُمُوهُ مِنْهُمَا كَفَاكُمُوهُ أَهْلُه"([1]).
يقول أمير المؤمنين (عليه السلام)، في التّكافل الاجتماعي:
"إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَرَضَ فِي أَمْوَالِ الْأَغْنِيَاءِ أَقْوَاتَ الْفُقَرَاءِ فَمَا جَاعَ فَقِيرٌ إِلَّا بِمَا مُتِّعَ بِهِ غَنِيٌّ وَاللَّهُ تَعَالَى [جَدُّهُ] سَائِلُهُمْ عَنْ ذَلِك"([2]).
قال أمير المؤمنين (عليه السلام)، في فضل النّبي صلى الله عليه وآله:
"مَا بَرَأَ اللهُ نَسَمَةً خَيْراً مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ"([3]).
دوره (عليه السلام) في تكفين وتحنيط الرّسول عليه الصلاة والسلام والصلاة عليه، حين انشغل المسلمون عنه بتولية أنفسهم أمر أنفسهم:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله تَوَلَّى غُسْلَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام وَ الْعَبَّاسُ مَعَهُ وَ الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ فَلَمَّا فَرَغَ عَلِيٌّ عليه السلام مِنْ غُسْلِهِ كَشَفَ الْإِزَارَ عَنْ وَجْهِهِ ثُمَّ قَالَ: "بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي طِبْتَ حَيّاً وَطِبْتَ مَيِّتاً انْقَطَعَ بِمَوْتِكَ مَا لَمْ يَنْقَطِعْ بِمَوْتِ أَحَدٍ مِمَّنْ سِوَاكَ مِنَ النُّبُوَّةِ وَالْإِنْبَاءِ([4]) خَصَّصْتَ حَتَّى صِرْتَ مُسَلِّياً عَمَّنْ سِوَاكَ([5]) وَعَمَّمْتَ حَتَّى صَارَ النَّاسُ فِيكَ سَوَاءً([6]) وَلَوْلَا أَنَّكَ أَمَرْتَ بِالصَّبْرِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْجَزَعِ([7]) لَأَنْفَدْنَا عَلَيْكَ مَاءَ الشُّئُونِ([8]) وَلَكِنْ مَا لَا يُرْفَعُ كَمَدٌ وَغُصَصٌ مُحَالِفَانِ([9]) وَهُمَا دَاءُ الْأَجَلِ وَقَلَّا لَكَ([10]) بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي اذْكُرْنَا عِنْدَ رَبِّكَ وَاجْعَلْنَا مِنْ هَمِّكَ" ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَ وَجْهَهُ وَ مَدَّ الْإِزَارَ عَلَيْهِ([11]).
قال أمير المؤمنين (عليه السلام)، في مدى إيمان الرّسول عليه الصلاة والسلام، ومدى شجاعته، وإقدامه، فما بالكم حين تأتي تلك الشّهادة من أشجع شجعان العرب، عليّ بن أبي طالب:
"كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَّا أَقْرَبَ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ"([12]).
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في عدم جواز القطيعة بين الأهل والأحبّة من غير معاتبة ومصارحة:
"لَا تَصْرِمْ أَخَاكَ عَلَى ارْتِيَابٍ وَلَا تَقْطَعْهُ دُونَ اسْتِعْتَابٍ لَعَلَّ لَهُ عُذْراً وَأَنْتَ تَلُوم"([13]).
عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، في فضل القرآن ولزوم الانتفاع به، وعن فضل العلم وخسران من لا ينتفع بعلمه:
"تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ وَاسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُورِ وَأَحْسِنُوا تِلَاوَتَهُ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ الْقَصَصِ وَإِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمِهِ كَالْجَاهِلِ الْحَائِرِ الَّذِي لَا يَسْتَفِيقُ مِنْ جَهْلِهِ بَلِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِ أَعْظَمُ وَالْحَسْرَةُ لَهُ أَلْزَمُ وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ أَلْوَم"([14]).
وقال أيضاً في فضل كتاب الله:
[1] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٦٦.
[2] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٩٣ - الصفحة ٢٢.
[3] الشيخ الكليني - ج ١ - الصفحة ٤٤٠ – الكافي.
[4] فكان كل نبيّ يبشّر بالنّبي الذي يأتي بعده، إلا سيدنا محمد فإنه خاتم الأنبياء ولا نبوّة بعده.
[5] خصّتنا (نحن أهل البيت) مصيبتك حتّى هان علينا فراق الأحبّة بعدك.
[6] وعمّت مصيبة فقدك كلّ النّاس فصار الكل فيك محزونا.
[8] لأهرقنا عليك دمع عيوننا حتى نفد.
[9] متحالفان في مصيبتنا بك.
[11] بحار الأنوار ج22 ص527.
[12] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٤ - الصفحة ٦١.
[13] ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ١٨٥٩.
[14] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ١ - الصفحة ٢١٦.
[15] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٢ - الصفحة ٤٩.