انما فرق بينهم مبادیء طينهم ، و ذلک انهم کانوا فلقه من سبخ ارض و عذبها ، وحزن تربه و سهلها ، فهم علی حسب قرب ارضهم يتقاربون ، وعلی قدراختلافها يتفاوتون ، فتام الرواء ناقص العقل ، و ماد القامه قصير الهمه ، و زاکی العمل قبيح المنظر ، وقريب القعر بعيد السبر ، و معروف الضريبه منکر الجليبه وتائه القلب متفرق اللب ، و طليق اللسان حديد الجنان
يذكر الامام علي (ع) في هذا الحديث أوضاع الناس وحال اختلافهم حسب قربهم من طينة الارض
فمنهم العاجز عن التفكير وصاحب الهمة والمتجلي بعمله ، وصاحب الخلقة الحسنة وقبيحها ونافذ البصيرة والمتكلم بأحسن القول ، وذو قلب مبني على الهوى . ويريد الامام علي (ع) أن نفهم بأن
الخلق غير متشابه ولا تكتمل كافة الصفات بشخص واحد .وكل هذه التفاصيل الإنسانية يدركها ويشرح تفاصيلها بالبلاغة المعهودة من أمير الكلام .