قال الامام علي (ع) ((أوضع العلم ما وقف على اللسان، وأرفَعُهُ ما ظهر في الجوارح والأركان)).
يقسّم الإمام عليه السلام العلم إلى قسمين:
قسم يتصف بالضعة وعدم التأثير وهو ما كان حصة اللسان من دون أن يستوعبه القلب ويحتويه الفكر استيعابًا مناسبًا لجلالة قدر العلم.
وقسم يتسم بالرفعة وعلو الشأن والتأثير على الإنسان ، فلا يتصرف إلا وهو محتفظ بما علِمَه، فكأن العلم دليله في طريق الحياة فلا يصدر منه تصرف مشين يتنافى والعلم ؛ لأن الإنسان عندئذ على مستويين:
إما أن تتعمق المعلومة في داخله ويعيشها فكرة ومعنى فيطبقها في حياته ، لكونه قد اقتنع بها فجذّرها في نفسه.
ولذلك كله دعانا عليه السلام إلى التحلي بصفة الواقعية والصدق فلا نحمل العلم للتباهي وإنما حمله والتحلي به لتمتزج الفكرة بحيث تنطلق من حيث الدقة لتكون مؤثرة.