الأمثال العربية (النواخذ) في كلام الامام علي (ع)
قال الإمام علي (ع) في خطبة له خلال احدى المعارك: ((عَضُّوا على النَّواجِذ)).
استعمل الإمام ( النواجذ) مع المصاحبات اللغوية اقتضائها المقام من كلام له لأصحابه على فنون القتال العملية في ساحة المعركة ضمن جملة نصائح يوجه (عليه السلام) إلى الالتزام بها، وذلك في خطبة له :((معاشر المسلمين استشعروا الخشية، وتجلببوا السكينة، وعضّوا على النواجذ، فإنه أنبى للسيوف عن الهام...)). المفردة الغريبة التي وردت(النواجذ) صيغة الجمع مفرده (ناجذ)، وَيُقَال لَهُ ضرس الْحلم.
وقوله (عليه السلام) : ( عضّوا على النواجذ)، (عضّوا) من الفعل (عضَّ)، يُقَال: عضضْتُه، وأَعَضُّ...عَضّاً، أي بمعنى مَسَكْتُهُ، أو أَمْسَكْتُه بأَسْنَانِي وشَدَدْتُه بهَا. ويقال: ((عضَّ الرَّجلُ عَلى نَوَاجِذه إِذا صَبر على الْأَمر)). هذا مَثَل في شدّة الاسْتمساك؛ لأنّ العضَّ بالنواجذ عَضٌّ بجميع الفَم، وهي أواخرُ الأسنان..
ويلحظ أنَّ الإمام علي (ع) في نص حديثه قد اعتمد على استعمال صيغة الأمر المعروفة في اللغة متمكناً من الثروة اللغوية التي يختزنها وقدرته في صياغة الأساليب البلاغية لبيان الواجبات والالتزام بها وتنفيذها، ولما أراد في استعماله للنواجذ من الأضراس القوة المتحصلة من انطباقها المحكم مقارنة بالأسنان الأُخر.
والسياق يسعف هذه الدلالة في قوله(عليه السلام) : (عضّوا على النواجذ)،أي بمعنى اصبروا على الامور؛ لأنّ الإمام قد نصح أصحابه بحركات جسدية تقيهم بعض الضّرر ، وهذا كلام ليس على حقيقته بل هو كناية عن الأمر بتسكين القلب، وترك اضطرابه واستيلاء الرعدة عليه.
