الحقوق السياسية للرعية في كلام الامام علي (ع)

2024.02.17 - 03:05
Facebook Share
طباعة

  إنَّ الحياة السَّياسيَّة في ظل عهد الإمام عَلِيّ (ع) قد ازدهرت ، فوضع (عليه السَّلَام) الأطر الأساسيَّة في إدارة الدَّولة الإسلاميَّة، من ضمنها: ضمان حقوق الفرد من الجوانب كافة لا سيما السّياسيَّة، ومنح له حريَّة التَّعبير عن معتقداته وأفكاره السّياسيَّة في ظل جو من الأمن واحترام الرَّأي الآخر روي عنه (عليه والسَّلَام) إنَّه قال: (أيها النَّاس، أنا أحب أن أشهد عليكم أن لا يقوم أحد فيقول: أردت أن أقول فخفت، فقد أعذرت فيما بيني وبينكم).

 فعلى الحاكم أن يتقبَّل النقد من الرَّعيَّة في إدارته للبلاد على الصعد كافة، فإنَّ الإمام عَلِيًّا (ع) كان يأمر عمَّاله وولاته بإيجاد روح النّقد وتغذيتها وحرية الرأي واحترمه، فهذه رسالته إلى واليه عبد الله بن العبَّاس، حول صيغ التَّعامل مع الأُمَّة في عصر دولة الإمام وتطبيق تعاليم الإسلام قائلاً: (أتاني كتابك تذكر ما رأيت من أهل البصرة بعد خروجي عنهم، وإنما هم مقيمون لرغبة يرجونها أو عقوبة يخافونها، فارغب راغبهم واحلل عقدة الخوف عن راهبهم بالعدل والإنصاف له إن شاء الله).
تعد حرية الكلمة والتَّعبير عن الرَّأي في نظر الإمام علي (ع) جزءاً من مسؤولية الإنسان، وهذا الاستحقاق يتطلب شروط عدة، لإطلاق الآراء والأحكام، فمنها: لا بدّ لمن يرغب في التَّعبير عن رأيه أن لا يتكلّم بغير كلمة الحق، وأن يكون الكلام الذي يصدر من الفرد يصبّ في مصلحته ومصلحة الجميع ، لا فقط لقلقة لسان ، فـ(رُبَّ قَوْلٍ أَنْفَذُ مِنْ صَوْلٍ) ، على وفق قول الإمام (ع) الذي يعطي للكلمة الصَّادقة أهمّيَّة ومنزلة، الذي يتجسَّد عند الإمام بقوله: (مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ وإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ).
 فالكلمة الصَّادقة الهادفة  تُعد أداة لتطور الفكر الإنساني وهذا ما جاء واضحًا من قول الإمام عَلِيّ (ع): (الْقُرْآنُ إِنَّمَا هُوَ خَطٌّ مَسْطُورٌ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ، لَا يَنْطِقُ بِلِسَانٍ ولَا بُدَّ لَهُ مِنْ تَرْجُمَانٍ، وإِنَّمَا يَنْطِقُ عَنْهُ الرِّجَالُ).
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى