كلام الامام علي (ع) جزء 4

2023.12.28 - 12:24
Facebook Share
طباعة

  - قَالَ (عليه السلام):

"مَا لِابْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ وَآخِرُهُ جِيفَةٌ([1])وَلَا يَرْزُقُ نَفْسَهُ وَلَا يَدْفَعُ حَتْفَهُ([2])".
- وَسُئِلَ مَنْ أَشْعَرُ الشُّعَرَاءِ فَقَالَ (عليه السلام)، فأجاب بحكمته المعهودة، أنّه لم يجرِ سباقٌ بين الشعراء فيه شروط متكافئة وفرضيات واحدة، كحال جميع المسابقات، حتّى يتبيّن فيه من الفائز، وفي هذا قمّة المنطق والعقل، ولكن أمير المؤمنين رجّح سبق امرئ القيس على سواه لشهرته الواسعة في الجاهليّة:
"إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْرُوا فِي حَلْبَةٍ تُعْرَفُ الْغَايَةُ عِنْدَ قَصَبَتِهَا([3]فَإِنْ كَانَ وَلَا بُدَّ فَالْمَلِكُ الضِّلِّيلُ([4])".([5]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، في أبلغ ما يمكن أن توصف الدنيا به، فالدنيا بعين الإمام لا تعدو عن كونها بقيا طعام في فم الآكل، ما أسرع ما يزول الطّعم من فمه، فلا أحد فيه عزّة نفس، وبقيّة من نفس حرّة أبيّة يرضى أن يبيع الآخرة ببقايا طعام:
"أَلَا حُرٌّ يَدَعُ هَذِهِ اللُّمَاظَةَ([6]) لِأَهْلِهَا إِنَّهُ لَيْسَ لِأَنْفُسِكُمْ ثَمَنٌ إِلَّا الْجَنَّةَ فَلَا تَبِيعُوهَا إِلَّا بِهَا"([7]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"مَنْهُومَانِ([8]) لَا يَشْبَعَانِ طَالِبُ عِلْمٍ وَطَالِبُ دُنْيَا"([9]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ وَأَلَّا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عَمَلِكَ وَأَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ"([10]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، ويقال هذا في الذي لا يلتزم بالخطّة الموضوعة، فيجتهد بغير معرفة، فيلقى النتيجة سيئة في النهاية، وتخالف ما خُطط له:
"يَغْلِبُ الْمِقْدَارُ عَلَى التَّقْدِيرِ حَتَّى تَكُونَ الْآفَةُ فِي التَّدْبِيرِ"([11]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ"([12]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، الغيبة، إظهار لعجز المغتاب عن المواجهة:
"الْغِيبَةُ جُهْدُ الْعَاجِزِ"([13]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، هناك أشخاص يفتنهم المديح، فيجعلهم يخرجون من عباءة الحكمة والمنطق والعقل:
"رُبَّ مَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ"([14]).
- وَقَالَ (عليه السلام) فِي مَدْحِ الْأَنْصَارِ:
"هُمْ وَاللَّهِ رَبَّوُا الْإِسْلَامَ كَمَا يُرَبَّى الْفِلْوُ([15]) مَعَ غَنَائِهِمْ([16]) بِأَيْدِيهِمُ السِّبَاطِ([17]) وَأَلْسِنَتِهِمُ السِّلَاطِ([18])"([19]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ([20]) يَعَضُّ الْمُوسِرُ([21]) فِيهِ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ، وَلَمْ يُؤْمَرْ بِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ، بَيْنَكُمْ تَنْهَدُ([22]) فِيهِ الْأَشْرَارُ، وَتُسْتَذَلُّ الْأَخْيَارُ وَيُبَايِعُ الْمُضْطَرُّونَ([23]) وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) عَنْ بَيْعِ الْمُضْطَرِّينَ"([24]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ مُفْرِطٌ([25]) وَبَاهِتٌ مُفْتَرٍ([26])"([27]).
- وَسُئِلَ عَنِ التوحيد والعدل في صفات الله سبحانه وتعالى، فَقَالَ (عليه السلام)، التوحيد هو ألا تتوهّم الله بأيّ صورة مهما كانت، فكلّ ما وقع في خيالك لا يمكن أن يكون الله، فتكون وقعت في الشرك، والعدل ألا تتهم الله سبحانه وتعالى أنّه أجبرك على فعل المنكرات كما يقول القدرية:
"التَّوْحِيدُ أَلَّا تَتَوَهَّمَهُ وَالْعَدْلُ أَلَّا تَتَّهِمَهُ"([28]).
- وَقال (عليه السلام):
"لَا خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أَنَّهُ لَا خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ"([29]).
- وَقَالَ (عليه السلام) فِي دُعَاءٍ اسْتَسْقَى بِهِ، قال الرضيّ عن ذلك: وَهذا من الكلام العجيب الفصاحة وَذلك أنه (عليه السلام) شبّه السحاب ذوات الرعود وَالبوارق وَالرياح وَالصواعق بالإبل الصعاب([30]) التي تقمص برحالها([31]) وَتقص بركبانها([32])، وَشبه السحاب خالية من تلك الروائع بالإبل الذلل التي تحتلب طيّعة، وَتقتعد مسمحة:
"اللَّهُمَّ اسْقِنَا ذُلُلَ السَّحَابِ دُونَ صِعَابِهَا"([33]).
- وَقِيلَ لَهُ (عليه السلام): لَوْ غَيَّرْتَ شَيْبَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ (عليه السلام):
"الْخِضَابُ زِينَةٌ، وَنَحْنُ قَوْمٌ فِي مُصِيبَةٍ. يُرِيدُ وَفَاةَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله)"([34]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"مَا الْمُجَاهِدُ الشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَعْظَمَ أَجْراً مِمَّنْ قَدَرَ فَعَفَّ لَكَادَ الْعَفِيفُ أَنْ يَكُونَ مَلَكاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ"([35]).
- وَقَالَ (عليه السلام) لِزِيَادِ ابْنِ أَبِيهِ، وَقَدِ اسْتَخْلَفَهُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ عَلَى فَارِسَ وَأَعْمَالِهَا فِي كَلَامٍ طَوِيلٍ كَانَ بَيْنَهُمَا نَهَاهُ فِيهِ عَنْ تَقَدُّمِ الْخَرَاجِ:
"اسْتَعْمِلِ الْعَدْلَ، وَاحْذَرِ الْعَسْفَ([36]) وَالْحَيْفَ([37])، فَإِنَّ الْعَسْفَ يَعُودُ بِالْجَلَاءِ([38])، وَالْحَيْفَ يَدْعُو إِلَى السَّيْفِ([39])"([40]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهَا صَاحِبُهُ"([41]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا"([42]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، إن من تتكلّف في وجوده، وتتحمل عناء إرضاءه ليس أخاً محموداً:
"شَرُّ الْإِخْوَانِ مَنْ تُكُلِّفَ لَهُ"([43]).
      -وَقَالَ (عليه السلام)، إن كل سبب يدعو الأخوين أن يحتشما من بعض، وأن يخجلا من وضعهما، أو مما لديهما فهو بمثابة فراق وقطيعة بينهما، فالأخوة ستر على بعضهم، يراعون ظروف كل واحد فيهم، فلا تكلّف بينهم:
"إِذَا احْتَشَمَ الْمُؤْمِنُ أَخَاهُ فَقَدْ فَارَقَهُ"([44]).


[1] جثة متفسّخة.
[2] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٥٠.
[3] قصب السّبق، هو خطّ النهاية في المنافسات، فالفارس الذي يسبق، يسحبه من أرضه ويحتفظ به كدليل على فوزه.
[4] لقب لأمرئ القيس.
[5] المرجع السابق.
[6] بقايا الطعام في الفم.
[7] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٧٣.
[8] نهمان، جائعان شرهان.
[9] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٧٤.
[10]شرح نهج البلاغة ج20 ـ ابن أبي الحديد – ص 175.
[11] شرح نهج البلاغة ج 20 – ابن أبي الحديد- ص 176.
[12] المرجع السابق – ص 177.
[13] المرجع السابق- ص 179.
[14] المرجع السابق- ص 180.
[15] المهر.
[16] العشب الطويل، والكفاية من الأموال والمراعي.
[17] الكريمة.
[18] الفصيحة.
[19] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٨٤.
[20] صعب، فيه فقر وقلّة.
[21] الغني المستكفي.
[22] تظهر فيه طبقة الأشرار.
[23] تصبح المعاملات والبيوع كلّها معاملات اضطرار، أي لا إنسانيّة فيها، وإنّما هي اقتناص للمحتاجين.
[24] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٤ - الصفحة ١٠٨.
[25] محب غالى في محبة أمير المؤمنين، فوضعه في مصاف الألوهيّة.
[26] كاذب بشأن أمير المؤمنين، ناصبه العداء.
[27] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٢٠,
[28] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٢٧.
[29] 187 - شرح نهج البلاغة ج19 ـ ابن أبي الحديد.
[30] الشرسة صعبة الانقياد.
[31] ترمي رحالها عن ظهرها.
[32] وتزعج راكبيها.
[33] 480 - شرح نهج البلاغة ج20 ـ ابن أبي الحديد.
[34] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٣ - الصفحة ١٠٤.
[35] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٣٣.
[36] أن تتعسف في استعمال الشدّة.
[37] الظلم.
[38] يزيل حكمك.
[39] يثير الناس ضدك.
[40] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٤٥.
[41] المرجع السابق- ص 246.
[42] المرجع السابق – ص 247.
[43]المرجع السابق – ص 249.
[44]المرجع السابق – ص 251.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى