كلام الامام علي (ع) جزء 3

2023.12.28 - 12:24
Facebook Share
طباعة

  - قَالَ (عليه السلام)، ما بعد تعاظم الشّدة إلا الفرج، وما بعد الضيق إلا السّعة:

"عِنْدَ تَنَاهِي الشِّدَّةِ تَكُونُ الْفَرْجَةُ، وَعِنْدَ تَضَايُقِ حَلَقِ الْبَلَاءِ يَكُونُ الرَّخَاء"([1]).
 
- وَقَالَ (عليه السلام) لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ: "لَا تَجْعَلَنَّ أَكْثَرَ شُغُلِكَ بِأَهْلِكَ وَوَلَدِكَ فَإِنْ يَكُنْ أَهْلُكَ وَوَلَدُكَ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَوْلِيَاءَهُ وَإِنْ يَكُونُوا أَعْدَاءَ اللَّهِ فَمَا هَمُّكَ وَشُغُلُكَ بِأَعْدَاءِ اللَّهِ"([2]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، إن إسقاط عيوبنا على الآخرين آفة مجتمعيّة ذميمة، وقد سبق بذلك الكثير من علماء النّفس، الذين حللوا هذه الآفة وفنّدوها:
"أَكْبَرُ الْعَيْبِ أَنْ تَعِيبَ مَا فِيكَ مِثْلُهُ"([3]).
- وَهَنَّأَ بِحَضْرَتِهِ رَجُلٌ رَجُلًا بِغُلَامٍ وُلِدَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ لِيَهْنِئْكَ الْفَارِسُ فَقَالَ (عليه السلام): "لَا تَقُلْ ذَلِكَ وَلَكِنْ قُلْ شَكَرْتَ الْوَاهِبَ وَبُورِكَ لَكَ فِي الْمَوْهُوبِ وَبَلَغَ أَشُدَّهُ وَرُزِقْتَ بِرَّهُ"([4]).
- وَقِيلَ لَهُ (عليه السلام): لَوْ سُدَّ عَلَى رَجُلٍ بَابُ بَيْتِهِ وَتُرِكَ فِيهِ، مِنْ أَيْنَ كَانَ يَأْتِيهِ رِزْقُهُ فَقَالَ (عليه السلام): "مِنْ حَيْثُ يَأْتِيهِ أَجَلُهُ"([5]).
- وَعَزَّى قَوْماً عَنْ مَيِّتٍ مَاتَ لَهُمْ فَقَالَ (عليه السلام): "إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَيْسَ لَكُمْ بَدَأَ، وَلَا إِلَيْكُمُ انْتَهَى، وَقَدْ كَانَ صَاحِبُكُمْ هَذَا يُسَافِرُ، فَعُدُّوهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَإِنْ قَدِمَ عَلَيْكُمْ وَإِلَّا قَدِمْتُمْ عَلَيْهِ"([6]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، في فلسفة وجدانيّة ولا أروع، ليشهدكم الله خائفين من نعمته، تماماً كما يراكم جزعين مرتعبين من نقمته، ففي الحالتين امتحان لكم، فلا يفوتكم الخوف من النّعمة، على أنّها استدراجٌ لكم كي يرى الله عملكم بنا أنعم عليكم به، أتراكم توظّفوه للأعمال الحسنة أم للقبيحة؟ وكذلك من ألمّ به مكروه، عليه أن يعلم أنّه وضعٌ مؤقّت، وأنّ الله لا بدّ يمتحن صبره وعزيمته، وكلّ ذلك زائل، وإلا فإنّه يفوّت فرصة رفع ما به بسرعة، ويطيل عذاب نفسه:
"أَيُّهَا النَّاسُ لِيَرَكُمُ اللَّهُ مِنَ النِّعْمَةِ وَجِلِينَ([7]) كَمَا يَرَاكُمْ مِنَ النِّقْمَةِ فَرِقِينَ([8]) إِنَّهُ مَنْ وُسِّعَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ، فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجاً، فَقَدْ أَمِنَ مَخُوفاً، وَمَنْ ضُيِّقَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ، فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اخْتِبَاراً، فَقَدْ ضَيَّعَ مَأْمُولًا"([9]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، مخاطباً المنغمسين في شهوات الدّنيا، أن كفّوا، وارعووا واتّعظوا، فإنّ المتمسك بالدنيا، المقبل عليها، لا يناله منها إلا الخواء، وحركة الليل والنهار الدائمة كمسننات الآلة التي تمسك بالسلعة فلا تتركها، ستجعله يلاقي سريعاً ما وُعد به من حساب، فأدّبوا أيها النّاس نفوسكم، والزموا التقوى، واستعدّوا بما أعطاكم الله فيها من إمكانات العقل والحكمة، لتخفيف شدّة وضراوة غرائزها:
"يَا أَسْرَى الرَّغْبَةِ أَقْصِرُوا([10])، فَإِنَّ الْمُعَرِّجَ([11]) عَلَى الدُّنْيَا لَا يَرُوعُهُ([12]) مِنْهَا إِلَّا صَرِيفُ([13]) أَنْيَابِ الْحِدْثَانِ([14])، أَيُّهَا النَّاسُ تَوَلَّوْا مِنْ أَنْفُسِكُمْ تَأْدِيبَهَا، وَاعْدِلُوا بِهَا عَنْ ضَرَاوَةِ([15]) عَادَاتِهَا"([16]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، أحسن الظنّ دائماً، ولا تأخذ كلمةٍ سمعتها على محمل سوءٍ، طالما أنّه يمكنك أن تجد لها معنىً جميلاً، إن أنت أحسنت النيّة بقائلها:
"لَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَحَدٍ سُوءاً وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مُحْتَمَلًا"([17]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، يعلّم أصحابه طريقةً مثلى لإجابة الدّعاء، أن يبدأ المرء دعاءه، وينهيه بالصلاة على الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله)، فالله يقبل الصلاة على نبيه، وهو أكرم أن يردّ حاجتك المتوضّعة فيما بين الصلاتين:
"إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ حَاجَةٌ فَابْدَأْ بِمَسْأَلَةِ الصَّلَاةِ عَلَى رَسُولِهِ (صلى الله عليه وآله) ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ فَإِنَّ اللَّهَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ حَاجَتَيْنِ فَيَقْضِيَ إِحْدَاهُمَا وَيَمْنَعَ الْأُخْرَى"([18]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، محذّراً كل صاحب غيرة، ومروءة، أن يترك الجدال مع الجهلاء:
"مَنْ ضَنَّ بِعِرْضِهِ فَلْيَدَعِ الْمِرَاءَ([19])"([20]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، في حكمة تنمويّة بديعة، إن الاستعجال قبل الأوان، والاستبطاء حين الفرصة، كلاهما من علامات الخرقى وقيلي الحكمة:
"مِنَ الْخُرْقِ الْمُعَاجَلَةُ قَبْلَ الْإِمْكَانِ، وَالْأَنَاةُ([21]) بَعْدَ الْفُرْصَةِ"([22]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، لهؤلاء الذين يُنفقون أعمارهم في توقّع أحداث غريبة، قد تحدث وقد لا تحدث، وينبههم إلى ضرورة الانشغال بما هو كائن، فهو خيرٌ لهم:
"لَا تَسْأَلْ عَمَّا لَا يَكُونُ، فَفِي الَّذِي قَدْ كَانَ لَكَ شُغُلٌ"([23]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"الْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ وَالِاعْتِبَارُ مُنْذِرٌ نَاصِحٌ وَكَفَى أَدَباً لِنَفْسِكَ تَجَنُّبُكَ مَا كَرِهْتَهُ لِغَيْرِكَ"([24]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، لا قيمة لعلمٍ بلا عمل، فالعلم ناقوس ينبّه للعمل دوماً، فإن لم يجبه العمل يذهب:
"الْعِلْمُ مَقْرُونٌ بِالْعَمَلِ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ وَالْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلَّا ارْتَحَلَ عَنْهُ"([25]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، لمن يستغرب تعامل الإله بسياسة الثواب والعقاب، أن الله سبحانه وتعالى جعلهما مدافعين عن عباده يمنعانهم من الآثام، ويحضّانهم على دخول الجنّة:
"إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَضَعَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ وَالْعِقَابَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ ذِيَادَةً([26]) لِعِبَادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ وَحِيَاشَةً([27]) لَهُمْ إِلَى جَنَّتِهِ"([28]).
- "وَرُوِيَ أَنَّهُ (عليه السلام) قَلَّمَا اعْتَدَلَ بِهِ الْمِنْبَرُ إِلَّا قَالَ أَمَامَ الْخُطْبَةِ: أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ فَمَا خُلِقَ امْرُؤٌ عَبَثاً فَيَلْهُوَ وَلَا تُرِكَ سُدًى فَيَلْغُوَ([29]) وَمَا دُنْيَاهُ الَّتِي تَحَسَّنَتْ لَهُ بِخَلَفٍ([30]) مِنَ الْآخِرَةِ الَّتِي قَبَّحَهَا سُوءُ النَّظَرِ عِنْدَهُ([31]) وَمَا الْمَغْرُورُ الَّذِي ظَفِرَ مِنَ الدُّنْيَا بِأَعْلَى هِمَّتِهِ([32]) كَالْآخَرِ الَّذِي ظَفِرَ مِنَ الْآخِرَةِ بِأَدْنَى سُهْمَتِهِ([33])"([34]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"لَا شَرَفَ أَعْلَى مِنَ الْإِسْلَامِ وَلَا عِزَّ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَى وَلَا مَعْقِلَ([35]) أَحْسَنُ مِنَ الْوَرَعِ وَلَا شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ وَلَا كَنْزَ أَغْنَى مِنَ الْقَنَاعَةِ وَلَا مَالَ أَذْهَبُ لِلْفَاقَةِ([36]) مِنَ الرِّضَى بِالْقُوتِ([37]) وَمَنِ اقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ الْكَفَافِ([38]) فَقَدِ انْتَظَمَ الرَّاحَةَ وَتَبَوَّأَ خَفْضَ الدَّعَةِ([39]) وَالرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ النَّصَبِ([40]) وَمَطِيَّةُ التَّعَبِ([41]) وَالْحِرْصُ وَالْكِبْرُ وَالْحَسَدُ دَوَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ([42]) فِي الذُّنُوبِ وَالشَّرُّ جَامِعُ مَسَاوِئِ الْعُيُوبِ"([43]).
- ووجه أمير المؤمنين أنصاره إلى مجاهدة المنكر، وإشاعة المعروف، فعندما تُكسر شوكة المسلمين في ديارهم، فإنّ أوّل شيء يسقط عنهم الجهاد باليّد، ثم تنحدر بكم الأحوال لتتركوا مجاهدة الباطل باللسان، أمّا إذا تركتم جهاد القلب، فإنّ ذلك يستجلب لكم سخط الله، فيصبح المجتمع عندها مقلوباً رأساً على عقب، أرذاله هم علية القوم، وأفاضله هم الطبقة السفلى:
"وَعَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) يَقُولُ: أَوَّلُ مَا تُغْلَبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْجِهَادِالْجِهَادُ بِأَيْدِيكُمْ ثُمَّ بِأَلْسِنَتِكُمْ ثُمَّ بِقُلُوبِكُمْ فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ بِقَلْبِهِ مَعْرُوفاً وَلَمْ يُنْكِرْ مُنْكَراً قُلِبَ فَجُعِلَ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ وَأَسْفَلُهُ أَعْلَاهُ"([44]).
- وَقَالَ (عليه السلام): "لَا تَأْمَنَنَّ عَلَى خَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَذَابَ اللَّهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ وَلَا تَيْأَسَنَّ لِشَرِّ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ"([45]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، البخل أصل كلّ عيب، مشبّهاً إيّاه بزمام الفرس الذي يُقاد به الفرس إلى الوجهة التي يريدها الفارس، والفارس في هذه الحالة البخل:
"الْبُخْلُ جَامِعٌ لِمَسَاوِئِ الْعُيُوبِ وَهُوَ زِمَامٌ يُقَادُ بِهِ إِلَى كُلِّ سُوءٍ"([46]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، من أغلى النّصائح التي يمكن أن تُعطى في مجال السّعي لطلب الرّزق، فما قُسم لك الرّزق يطلبك إن لم تطلبه أنت، وإيّاك أيها السّاعي أن تحمل همّ سنتك، فرزق سنتك شأن لا يجب أن تشغل نفسك فيه، فإن أنت عشت لسنة، فرزقك سيأتيك يوماً بيوم، وإن لم تعش، فلمَ تحمل همّ شيء ليس لك؟، وكن على يقين أنّه لن يسبق إلى رزقك المقسوم أحد، ولن يمنعه الله عنك:
"يَا ابْنَ آدَمَ الرِّزْقُ رِزْقَانِ رِزْقٌ تَطْلُبُهُ، وَرِزْقٌ يَطْلُبُكَ فَإِنْ لَمْ تَأْتِهِ أَتَاكَ، فَلَا تَحْمِلْ هَمَّ سَنَتِكَ عَلَى هَمِّ يَوْمِكَ، كَفَاكَ كُلُّ يَوْمٍ عَلَى مَا فِيهِ، فَإِنْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَيُؤْتِيكَ فِي كُلِّ غَدٍ جَدِيدٍ مَا قَسَمَ لَكَ، وَإِنْ لَمْ تَكُنِ السَّنَةُ مِنْ عُمُرِكَ، فَمَا تَصْنَعُ بِالْهَمِّ فِيمَا لَيْسَ لَكَ، وَلَنْ يَسْبِقَكَ إِلَى رِزْقِكَ طَالِبٌ، وَلَنْ يَغْلِبَكَ عَلَيْهِ غَالِبٌ، وَلَنْ يُبْطِئَ عَنْكَ مَا قَدْ قُدِّرَ لَكَ"([47]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، في حكمة بالغةٍ كعادته في التّشبيه والكناية، أنّ كلام المرء أسيره، فإذا تكلّم به الإنسان انعكست الآية، وأصبح الإنسان أسير ما تكلّم به، فعلى الإنسان أن يحفظ كلامه كما يحفظ ذهبه وفضّته، فكم من كلمة أذهبت النّعم، وجلبت المصائب:
"الْكَلَامُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِي وَثَاقِهِ، فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَوَرِقَكَ، فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً وَجَلَبَتْ نِقْمَةً"([48]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، على الإنسان ألا يقول ما لا يعلم، بل عليه ألا يقول أيضاً كلّ ما يعلمه لأنّ الله فرض على الكلام عقاباً إن كان فيما لا يفيد، أو أورث العداوة والبغضاء:
"لَا تَقُلْ مَا لَا تَعْلَمُ بَلْ لَا تَقُلْ كُلَّ مَا تَعْلَمُ فَإِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَى جَوَارِحِكَ كُلِّهَا فَرَائِضَ يَحْتَجُّ بِهَا عَلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"([49]).
- وَقَالَ (عليه السلام): "احْذَرْ أَنْ يَرَاكَ اللَّهُ عِنْدَ مَعْصِيَتِهِ وَيَفْقِدَكَ عِنْدَ طَاعَتِهِ، فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ، وَإِذَا قَوِيتَ فَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، وَإِذَا ضَعُفْتَ فَاضْعُفْ عَنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ"([50]).
- وَقَالَ (عليه السلام): "الرُّكُونُ إِلَى الدُّنْيَا مَعَ مَا تُعَايِنُ مِنْهَا جَهْلٌ، وَالتَّقْصِيرُ فِي حُسْنِ الْعَمَلِ إِذَا وَثِقْتَ بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ غَبْنٌ، وَالطُّمَأْنِينَةُ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ الِاخْتِبَارِ لَهُ عَجْزٌ"([51]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، إن هذه الدنيا لا تساوي عند الله شيئاً، والدّليل أنّه سمح أن يُعصى فيها، وأنّ ما عنده لا يُدرك إلا بترك زخرفها الخدّاع:
"مِنْ هَوَانِ الدُّنْيَا عَلَى اللَّهِ أَنَّهُ لَا يُعْصَى إِلَّا فِيهَا وَلَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِتَرْكِهَا"([52]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"مَنْ طَلَبَ شَيْئاً نَالَهُ أَوْ بَعْضَهُ"([53]).
- وَقَالَ (عليه السلام): "مَا خَيْرٌ بِخَيْرٍ بَعْدَهُ النَّارُ وَمَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ وَكُلُّ نَعِيمٍ دُونَ الْجَنَّةِ فَهُوَ مَحْقُورٌ وَكُلُّ بَلَاءٍ دُونَ النَّارِ عَافِيَةٌ"([54]).
- وَقَالَ (عليه السلام): "أَلَا وَإِنَّ مِنَ الْبَلَاءِ الْفَاقَةَ وَأَشَدُّ مِنَ الْفَاقَةِ مَرَضُ الْبَدَنِ وَأَشَدُّ مِنْ مَرَضِ الْبَدَنِ مَرَضُ الْقَلْبِ أَلَا وَإِنَّ مِنْ صِحَّةِ الْبَدَنِ تَقْوَى الْقَلْبِ"([55]).
- وَقَالَ (عليه السلام): "لِلْمُؤْمِنِ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ، فَسَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٌ يَرُمُّ مَعَاشَهُ([56]) وَسَاعَةٌ يُخَلِّي بَيْنَ نَفْسِهِ وَبَيْنَ لَذَّتِهَا فِيمَا يَحِلُّ وَيَجْمُلُ([57])، وَلَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصاً([58]) إِلَّا فِي ثَلَاثٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشٍ([59]) أَوْ خُطْوَةٍ فِي مَعَادٍ([60]) أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ"([61]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُبَصِّرْكَ اللَّهُ عَوْرَاتِهَا وَلَا تَغْفُلْ فَلَسْتَ بِمَغْفُولٍ عَنْكَ"([62]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"تَكَلَّمُوا تُعْرَفُوا فَإِنَّ الْمَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ"([63]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، خذ من دنياك ما يأتيك ولا تمدّن عينيك إلى ما ليس لك، وترفّق في الطلب، فإنّه لن يفوتك ما قُسم لك:
"خُذْ مِنَ الدُّنْيَا مَا أَتَاكَ وَتَوَلَّ عَمَّا تَوَلَّى عَنْكَ فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ فَأَجْمِلْ فِي الطَّلَبِ"([64]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، أنّ من الكلام ما هو أشدّ من الصولات بالسيوف:
"رُبَّ قَوْلٍ أَنْفَذُ مِنْ صَوْلٍ"([65]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"كُلُّ مُقْتَصَرٍ عَلَيْهِ كَافٍ"([66]).
- وَقَالَ (عليه السلام)، الموت أهون على الحرّ من الذلّ، والقلّة أيضاً، وإن من لم يتصدّق عليه وهو قاعدٌ لن يُتصدّق عليه وهو بكامل صحّته، والدّهر يومان، يوم لك وآخر عليك، فعندما تكون الأيّام معك فلا تتسرف، وتذكّر أن الأيام القادمة ربّما تكون قاسية فاصبر عليها إلى أن تعود أيامك الحاوة ثانية:
"الْمَنِيَّةُ وَلَا الدَّنِيَّةُ، وَالتَّقَلُّلُ وَلَا التَّوَسُّلُ، وَمَنْ لَمْ يُعْطَ قَاعِداً لَمْ يُعْطَ قَائِماً، وَالدَّهْرُ يَوْمَانِ يَوْمٌ لَكَ وَيَوْمٌ عَلَيْكَ فَإِذَا كَانَ لَكَ فَلَا تَبْطَرْ، وَإِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْبِرْ"([67]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"نِعْمَ الطِّيبُ الْمِسْكُ خَفِيفٌ مَحْمِلُهُ عَطِرٌ رِيحُهُ"([68]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"ضَعْ فَخْرَكَ وَاحْطُطْ كِبْرَكَ وَاذْكُرْ قَبْرَكَ"([69]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"إِنَّ لِلْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ حَقّاً، وَإِنَّ لِلْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ حَقّاً، فَحَقُّ الْوَالِدِ عَلَى الْوَلَدِ أَنْ يُطِيعَهُ فِي كُلِّ شَيْ‏ءٍ إِلَّا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَحَقُّ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ أَنْ يُحَسِّنَ اسْمَهُ، وَيُحَسِّنَ أَدَبَهُ، وَيُعَلِّمَهُ الْقُرْآنَ"([70]).
- وَقَالَ (عليه السلام):
"الْعَيْنُ حَقٌّ([71]) وَالرُّقَى([72]) حَقٌّ وَالسِّحْرُ حَقٌّ وَالْفَأْلُ([73]) حَقٌّ وَالطِّيَرَةُ([74]) لَيْسَتْ بِحَقٍّ وَالْعَدْوَى لَيْسَتْ بِحَقٍّ وَالطِّيبُ نُشْرَةٌ([75]) وَالْعَسَلُ نُشْرَةٌ وَالرُّكُوبُ نُشْرَةٌ([76]) وَالنَّظَرُ إِلَى الْخُضْرَةِ نُشْرَةٌ([77])"([78]).
 وَقَالَ (عليه السلام)، في نصيحة عظيمة لبناء علاقات انسانيّة متينة توفّر على المرء الكثير من العناء، فإن أنت تغاضيت عمّن يحبّك ولم تبادله الحبّ، فأنت ناقص حظّ، لأنك تخسر بذلك الكثير من مشاعر المحبّة التي سيؤثرك بها هذا المحب، ورغبتك بمن لا يبادلك المشاعر ومحاولتك استمالة قلبه نحوك ضرب من ضروب إذلال النّفس:
"زُهْدُكَ فِي رَاغِبٍ فِيكَ نُقْصَانُ حَظٍّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِدٍ فِيكَ ذُلُّ نَفْسٍ"([79]).
 
 


[1] 357 - شرح نهج البلاغة ج19 ـ ابن أبي الحديد.
[2] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٢٦٨.
[3] ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ٢٢٠٦.
[4] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٢٧٠.
[5] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٢٧٢.
[6] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٤ - الصفحة ٨٣.
[7] خائفين.
[8] مرتعبين.
[9] 364 - شرح نهج البلاغة ج19 ـ ابن أبي الحديد.
[10] كفّوا.
[11] المقبل.
[12] يناله.
[13] صوت النهش.
[14] الليل والنهار.
[15] شدّة.
[16] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٤ - الصفحة ٨٤.
[17] ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٢ - الصفحة ١٧٨٤.
[18] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٤ - الصفحة ٨٤.
[19] الجدال بلا طائل.
[20] 368 - شرح نهج البلاغة ج19 ـ ابن أبي الحديد.
[21] التباطؤ.
[22] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٢٨١.
[23] العلم والحكمة في الكتاب والسنة - محمد الريشهري - الصفحة ٢٧٨.
[24] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٢٨٣.
[25] 372 - شرح نهج البلاغة ج19 ـ ابن أبي الحديد.
[26] من ذود، الدفاع والحماية.
[27] تجميعاً لأجل الجنة.
[28] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٤ - الصفحة ٨٦.
[29] ليتكلم بلا معنى.
[30] لن تكون الدنيا بديلاً له عن الآخرة مهما كانت حسنة له.
[31] آخرته التي شوهها قصر نظره، وقلّة حكمته.
[32] الإنسان المغرور بإنجازاته في الدنيا.
[33] الإنسان الذي لم ينل من آخرته أدنى سهم له فيها، (المساهمة تعني الشراكة)، أي ليس له أسهم في الآخرة.
[34] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٠٠.
[35] حصن.
[36] الفقر.
[37] الكفاف.
[38] طعام يومه.
[39] ترفّع عن الوداعة.
[40] كلّما رغب الإنسان في دنياه تعب أكثر.
[41] والسبيل إلى التّعب.
[42] الدّخول في المعاصي.
[43] 377 - شرح نهج البلاغة ج19 ـ ابن أبي الحديد.
[44] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣١٢.
[45]نهج البلاغة ج1 ص542.
[46]شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣١٦.
[47] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٤ - الصفحة ٩١.
[48] نهج البلاغة ج1 ص543.
[49] ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ٢٧٣٩.
[50] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٤ - الصفحة ٩٢.
[51] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٤ - الصفحة ٩٢.
[52] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٢٦.
[53] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٤ - الصفحة ٩٢.
[54] 394 - شرح نهج البلاغة ج19 ـ ابن أبي الحديد.
[55] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٣٧.
[56] يرمم بها أوضاعه المعيشيّة.
[57] الطيبات.
[58] ساعياً.
[59] إصلاح لمعاشه.
[60] خطوة باتّجاه الآخرة.
[61] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٣٨.
[62] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٣٩.
[63] ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ٢٧٧٦.
[64] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٥٨.
[65] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٥٩.
[66] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٦١.
[67] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٤ - الصفحة ٩٤.
[68] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٤١.
[69] ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ٢٤٧٩.
[70] 407 - شرح نهج البلاغة ج19 ـ ابن أبي الحديد.
[71] الحسد، وصيبة العين.
[72] جمع رُقية، وهي العزائم والطقوس التي يتشافى بها المرضى.
[73] من التفاؤل، وهو عكس التطير أو التشاؤم، والفأل هو أن يبني الإنسان رأيا إيجابياً بناءً على علامة ما، أو إحساس حسن.
[74] من التشاؤم، وهو عكس التفاؤل، والطيرة هو أن يبني الإنسان رأياً سلبياً بناء على علامة ما، أو إحساس سيء.
[75] رقية وتشافي.
[76] المقصود التجوال وتغيير جو المرض.
[77] وهو التشافي في المنتجعات الطبيعيّة، وقد سبق أمير المؤمنين الغرب بهذا.
[78] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٧٢.
[79] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٠١.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى