الحق في كلام الامام علي (ع)
قال الامام عـلي (عـليه السـلام)، عليك أيّها الإنسان ألا يكون سعيك في هذه الدنيا منحصراً وراء إشباع رغباتك، ولكن اسعَ إلى محاربة الباطل، وإحياء سنن الحقّ:
ويقول أمير المؤمنين، أن الباطل والحقّ لا يمكن أن يكونا متشابهين، وإنّما هناك أهل للحق، وهناك أهل للباطل:
"حق وباطل ولكـل أهـل([2])".
يقدمّ الامام علي (عليه السلام) النصيحة الغالية لبني البشر، فيقول له، إيّاك يا ابن آدم أن تضع نفسك في مواجهةٍ مع الحقّ، فإنّ الحق قويّ من قوّة الله، ولئن ربحت معه جولة أو جولتين، لكنّه بالنّهاية سيصرعك:
"من صـارع الحـق صرعه([3])".
يقول أمير المؤمنين عن ذلك أيضاً:
ويقول أمير المؤمنين عن ضرورة التزام المرء للحق في كل الأحوال:
"وانه لن يغنيك عن الحق شيء أبدا([6])".
يقول الامام علي، حتّى لو كنت على درب الهدى وحيداً، وتفرّق عنك الأهل والخلان، فإيّاك أن تعتقد أنّك وحيد، لأن الله دائماً على هذا الدرب:
"لا تستوحشوا في طريق الهـدى لقلة أهله([7])".
وما أروعها من كلماتٍ تلك التي ودع بها أبا ذر الغفاري، موصياً، ومواسياً، يا أبا ذرّ، ستكون في تلك الرّحلة وحيداً، منفياً، ولكن الحق الذي نُفيت لأجله سيكون ونيسك، يقول عليه السلام:
"لا يوحشنك إلاّ الباطل ولا يؤنسنك إلا الحق([8])".
يقول الامام عليّ (عليه السلام)، الحق ثقيل على الإنسان، لكنّه كالماء لا يمكن أن يُثقل على أحد، والباطل عكس ذلك، خفيف، سهل التناول، ولكنّه كالوباء يدمّر حامله:
و يقول أيضا في تفضيل الله لعباده الأنقياء الذين يختارون طريق الحقّ على صعوبته، على طريق الباطل المزين بالورد:
"ان افضل الناس عند الله مـن كـان العـمل بالحق احب اليه وان نقصه وكرثه، من الباطل وان جـر اليـه فائدة وزاده([12])".
[1] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ١٢٧.
[2] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ١ - الصفحة ٤٨.
[3] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٤٥.
[4] أظهر العداء.
[5] 155 - شرح نهج البلاغة ج18 ـ ابن أبي الحديد.
[6] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ١١٦.
[7] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٢ - الصفحة ١٨١.
[8] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٢٥٢.
[9] سهل هنيء.
[10] يوبئ كالوباء.
[11] 382 - شرح نهج البلاغة ج19 ـ ابن أبي الحديد.
[12] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٢ - الصفحة ٦.
