شرح حكمة أضاعة الفرصة غصة في كلام الامام علي (ع)
قال الامام علي (عليه السلام):
في هذه الحكمة العظيمة، لأمير المؤمنين، تنبيه لأمر مهم جداً، قد نغفل عنه جميعاً في زحمة حياتنا ذات الإيقاع السريع، فكلنا يتسابق في مضمار الحياة لتحقيق الأهداف، وربما يتهاون البعض في هذا السباق، وربّما يؤجّل ويماطل، لكنّه حين ينتبه لذلك، يحاول ويسعى لإعادة عقارب السّاعة إلى الوراء، ولكن هيهات، وهنا تكمن الغصّة.
إنّ المشتغلين في حقل التنميّة الذاتية، والمتخصصين في مجالات تحقيق الذات والإبداع، يعرفون تماماً ما قصده الإمام (عليه السلام)، بقوله "إضاعة الفرصة"، فالفرصة هي تلك الطاقة المباحة التي تحملك على أجنحتها وأنت تسعى لتحقيق هدف ما، فتحرق لك المراحل، وتقرّب البعيد، وتسهل الصّعاب، إذاً فهي قيمة مضافة تساندك، وهي موفقيّة ربانيّة مجنّدة لحسابك. لكن مع الأسف هي لا تبقى متاحة للأبد، وليست تنتظر من يفوته السّعي. أمّا أسباب الفوات، فالإمام (عليه السلام) يركّز على عدم التّأجيل في المقام الأوّل، فها هو يوصي واليه على مصر مالك الأشتر في عهد الإمارة بأن: "أمض لكل يوم عمله، فإن لكل يوم ما فيه"([2])، فتراكم الأعمال المتأخرة، يشكّل سدّاً من العقبات يضيع على الإنسان فرصاً عديدة.
