صفة البر في كلام الام علي (ع)

2023.07.23 - 09:08
Facebook Share
طباعة

  يقول الامام علي (عليه السلام):

"لا بر مع شح"([1]).
 
عندما نقرأ عن مدرسة الامام علي (عليه السلام) في الأخلاق التي أرساها للإنسانية، وعدد الصفات الواجب امتلاكها لتكوين الانسان الخلوق، فإننا نجد إحدى أهم هذه الصفات الأخلاقية الجميلة، والسَّجايا الحميدة، بمفهوم (البر).
والبر قد يأتي بمعنى الإحسان، ونقيضه الشّح، فالمراد من كلمة (لا بر)، أن الإحسان والشح نقيضان، لا يجتمعان، أي: إن الإحسان والبذل، ومنع ما يجب بذله، متنافيا الاجتماع، والعكس بالعكس، فالبخل نقيض الإحسان، وهو منقصة في مروءة الشخص، لا يستقيم معها برٌ، يقول الامام علي (عليه السلام):
"الْبُخْلُ عَارٌ"([2]).
ويقول (عليه السَّلَام) في موضع آخر، يذمّ فيه البخل، والبخلاء، مثبتاً أنّ البخل مخالفٌ لمنطق العقل، والفكر السليم:
"عَجِبْتُ لِلْبَخِيلِ يَسْتَعْجِلُ الْفَقْرَ الَّذِي مِنْه هَرَبَ، ويَفُوتُه الْغِنَى الَّذِي إِيَّاه طَلَبَ، فَيَعِيشُ فِي الدُّنْيَا عَيْشَ الْفُقَرَاءِ، ويُحَاسَبُ فِي الآخِرَةِ حِسَابَ الأَغْنِيَاءِ"([3]).
سبب التعجّب واضحٌ لذي العقل، ويتجلّى في أنّ البخيل اختار البخل خوفاً من الفقر وضنك العيش، لكنّه يعيش حياته كلّها لا يستطيع ولا يستأهل في نفسه ما قضى حياته من أجله. لكنّه في الآخرة سيحاسب عليه، وإن كان لم يتذوّق نعمته.
ومما تقدم من كلام، يتبين أن امتلاك صفة البر الأخلاقية لا تتماشى مع الامتناع عن البذل، ولو بالكلمة الطيّبة، فكيف بمن يبخل عن العطاء مما بين يديه، ويحرص عليه.


[1] - شرح مئة كلمة لأمير المؤمنين - ابن ميثم البحراني - الصفحة ٩٩.
[2] - شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٨ - الصفحة ٨٧.
[3] - نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٧٢، الرقم ١٢٦ من الحكم.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى