من خطب الامام علي (عليه السلام) العظيمة في جلال الله

2023.07.08 - 05:46
Facebook Share
طباعة

 روي عن نوف البكالي قال: خطبنا بهذه الخطبة أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) بالكوفة وهو قائم على حجارة، نصبها له جَعْدَة بن هُبَيْرة المخزومي، وعليه مِدْرَعَةٌ([1]) من صُوف وحمائل سيفه لِيفٌ، وفي رجليه نعلان من لِيف، وكأنّ جبينه ثَفِنَةُ([2]) بعير.

هي آخر خطب أمير المؤمنين في أصحابه، إذ جمعهم لحثّهم على جهاد معاوية بن أبي سفيان من جديد، فهذه البدعة التي ابتدعها معاوية، تكاد تذهب بالإسلام، وما أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله صلى الله عليه وآله وسلّم، فبدأ عليه السلام كعادته بحمد الله، فأسبغ عليه الشكر بعظيم المديح، وأعمق المعاني فقال:
"الْحَمْدُ لله الَّذِي إلَيْهِ مَصَائِرُ الْخَلْقِ، وَعَوَاقِبُ الأمْرِ، نَحْمَدُهُ عَلَى عَظِيمِ إِحْسَانِهِ، وَنَيِّرِ بُرْهَانِهِ، وَنَوَامِي([3]) فَضْلِهِ وَامْتِنَانِهِ، حَمْداً يَكُونُ لِحَقِّهِ قَضَاءً([4])، وَلِشُكْرِهِ أَدَاءً، وَإلَى ثَوَابِهِ مُقَرِّباً، وَلِحُسْنِ مَزِيدِهِ مُوجِباً([5]). وَنَسْتَعِينُ بِهِ اسْتِعَانَةَ رَاج([6]) لِفَضْلِهِ، مُؤَمِّل([7]) لِنَفْعِهِ، وَاثِق بِدَفْعِهِ([8])، مُعْتَرِف لَهُ بِالطَّوْلِ([9])، مُذْعِن([10]) لَهُ بِالْعَمَلِ وَالْقَوْلِ. وَنُؤْمِنُ بِه إِيمَانَ مَنْ رَجَاهُ مُوقِناً([11])، وَأَنَابَ([12]) إِلَيْهِ مُؤْمِناً، وَخَنَعَ([13]) لَهُ مُذْعِناً، وَأَخْلَصَ لَهُ مُوَحِّداً، وَعَظَّمَهُ مُمَجِّداً، وَلاَذَ([14]) بِهِ رَاغِباً مُجْتَهِداً"([15]).
ثمّ ينتقل مولانا أمير المؤمنين في خطبته، للحديث عن عظمة الله وجلاله، وكيفيّة خلقه لخلقه، وابتداعه للأكوان، فيأخذ العقول في رحلة غيبيّة لا يستطيع أحد من علماء الفيزياء الكميّة أن يجاريه فيها، يقول عليه السلام:
"لَمْ يُولَدْ سُبْحَانَهُ فَيَكُونَ فِي الْعِزِّ مُشَارَكاً([16]) وَلَمْ يَلِدْ فَيَكُونَ مُوْرُوثاً هَالِكاً([17])، وَلَمْ يَتَقَدَّمْهُ وَقْتٌ وَلاَ زَمَانٌ، ولَمْ يَتَعَاوَرْهُ([18]) زِيَادَةٌ وَلاَ نُقْصَانٌ، بَلْ ظَهَرَ لِلْعُقُولِ بِمَا أَرَانَا مِنْ عَلاَمَاتِ التَّدْبِيرِ الْمُتْقَنِ([19])، وَالْقَضَاءِ الْمُبْرَمِ([20]). فَمِنْ شَوَاهِدِ خَلْقِهِ خَلْقُ السَّماوَاتِ مُوَطَّدَات([21]) بِلاَ عَمَد([22])، قَائِمَات بِلاَ سَنَد([23])، دَعَاهُنَّ فَأَجَبْنَ طَائِعَات مُذْعِنَات([24])، غَيْرَ مُتَلَكِّئَات([25]) وَلاَ مُبْطِئَات، وَلَوْلاَ إقْرَارُهُنَّ لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ وَإِذْعَانُهُنَّ بِالطَّوَاعِيَةِ، لَمَا جَعَلَهُنَّ مَوْضِعاً لِعَرْشِهِ، وَلاَ مَسْكَناً لِمَلائِكَتِهِ، وَلاَ مَصْعَداً لِلْكَلِمِ الطَّيِّبِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ مِنْ خَلْقِهِ. جَعَلَ نُجُومَهَا أَعْلاَماً يَسْتَدِلُّ بِهَا الْحَيْرَانُ فِي مُخْتَلِفِ فِجَاجِ الاْقْطَارِ([26])، لَمْ يَمْنَعْ ضَوْءَ نُورِهَا ادْلِهْمَامُ([27]) سُجُفِ([28]) اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، وَلاَ اسْتَطَاعَتْ جَلاَبِيبُ([29]) سَوَادِ الْحَنَادِسِ([30]) أَنْ تَرُدَّ مَا شَاعَ([31]) فِي السَّماوَاتِ مِنْ تَلألُؤِ نُورِ الْقَمَرِ. فَسُبْحَانَ مَنْ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ سَوَادُ غَسَق دَاج([32])، وَلاَ لَيْل سَاج([33])، فِي بِقَاعِ الاْرَضِينَ الْمُتَطَأْطِئَاتِ([34])، وَلاَ في يَفَاعِ السُّفْعِ([35]) الْمُتَجَاوِرَاتِ، وَمَا يَتَجَلْجَلُ بِهِ الرَّعْدُ([36]) فِي أُفُقِ السَّماءِ، وَمَا تَلاَشَتْ عَنْهُ بُرُوقُ([37]) الْغَمَامِ، وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَة تُزِيلُهَا عَنْ مَسْقَطِهَا عَوَاصِفُ الاْنْوَاءِ([38]) وَانْهِطَالُ السَّماءِ([39]) وَيَعْلَمُ مَسْقَطَ الْقَطْرَةِ وَمَقَرَّهَا، وَمَسْحَبَ الذَّرَّةِ وَمَجَرَّهَا([40])، وَمَا يَكْفِي الْبَعُوضَةَ مِنْ قُوتِهَا، وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى فِي بَطْنِهَا، وَالْحَمْدُ لله الْكَائِنِ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ كُرْسِيٌّ أَوْ عَرْشٌ، أَوْ سَمَاءٌ أَوْ أَرْضٌ، أَوْ جَانٌّ أَوْ إنْسٌ، لاَ يُدْرَكُ بِوَهْم([41])، وَلاَ يُقَدَّرُ بِفَهْم([42])، وَلاَ يَشْغَلُهُ سَائِلٌ([43])، وَلاَ يَنْقُصُهُ نَائِلٌ([44])، وَلاَ يَنْظُرُ بِعَيْن، وَلاَ يُحَدُّ بِأَيْن([45])، وَلاَ يُوصَفُ بِالأزْوَاجِ()، وَلاَ يُخْلَقُ بِعِلاَج([46])، وَلاَ يُدْركُ بِالْحَوَاسِّ، وَلاَ يُقَاسُ بِالنَّاسِ، الَّذِي كَلَّمَ مُوسى تَكْلِيماً، وَأَرَاهُ مِنْ آيَاتِهِ عَظيماً، بِلاَ جَوَارِحَ وَلاَ أَدَوَات، وَلاَ نُطْق وَلاَ لَهَوَات([47]). بَلْ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً أَيُّهَا الْمُتَكَلِّفُ([48]) لِوَصْفِ رَبِّكَ، فَصِفْ جَبْرَئيلَ وَمِيكَائِيلَ وَجُنُودَ الْمَلاَئِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ([49])، فِي حُجُراتِ([50]) الْقُدُسِ مُرْجَحِنِّينَ([51])، مُتَوَلِّهَةً([52]) عُقُولُهُمْ أَنْ يَحُدُّوا([53]) أَحْسَنَ الْخَالِقينَ. وَإنَّمَا يُدرَكُ بِالصِّفَاتِ ذَوُو الْهَيْئَاتِ وَالاْدوَاتِ([54])، وَمَنْ يَنْقَضِي إِذَا بَلَغَ أَمَدَ حَدِّهِ بِالْفَنَاءِ([55])، فَلاَ إلهَ إلاَّ هُوَ، أَضَاءَ بِنُورِهِ كُلَّ ظَلاَم، وَأَظْلَمَ بِظُلْمَتِهِ كُلَّ نُور".
ثمّ انتقل عليه السلام لتوصيّة أصحابه بتقوى الله، وحثّهم على طاعته، فيما بقي لهم من آجال، مشيراً إلى أنّ الخلود في هذه الدّار أمرٌ محال، ولو كان أحدٌ استطاع ذلك، لكان فعلها نبي الله سليمان (عليه السلام):
"أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِتَقْوَى اللهِ الَّذِي أَلْبَسَكُمُ الرِّيَاشَ([56])، وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمُ الْمَعَاشَ([57]); فَلَوْ أَنَّ أَحَداً يَجِدُ إلَى الْبَقَاءِ سُلَّماً، أَوْ لِدَفْعِ الْمَوْتِ سَبِيلاً، لَكَانَ ذلِكَ سُلَيْمانُ بْنُ دَاوُدَ (عليه السلام)، الَّذِي سُخِّرَ لَهُ مُلْكُ الْجِنِّ وَالإنْسِ، مَعَ النُّبُوَّة وَعَظِيمِ الزُّلْفَةِ، فَلَمَّا اسْتَوْفَى طُعْمَتَهُ([58])، وَاسْتَكْمَلَ مُدَّتَهُ، رَمَتْهُ قِسِيُّ الْفَنَاءِ بِنِبَالِ المَوْتِ([59])، وَأَصْبَحَتِ الدِّيَارُ مِنْهُ خَالِيَةً، وَالْمَسَاكِنُ مُعَطَّلَةً([60])، وَرِثَهَا قَوْمٌ آخَرُونَ، وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْقُرُونِ السَّالِفَةِ لَعِبْرَةً! أَيْنَ الْعَمَالِقَةُ وَأَبْنَاءُ آلْعَمَالِقَةِ([61]) أَيْنَ الْفَرَاعِنَةُ وَأَبْنَاءُ الْفَرَاعِنَةِ! أَيْنَ أَصْحَابُ مَدَائِنِ الرَّسِّ([62]) الَّذِينَ قَتَلُوا النَّبِيِّينَ، وَأَطْفَأُوا سُنَنَ الْمُرْسَلِينَ، وَأَحْيَوْا سُنَنَ الْجَبَّارِينَ! أَيْنَ الَّذِينَ سَارُوا بِالْجُيُوشِ، وَهَزَمُوا الاُلُوفَ، وَعَسْكَرُوا الْعَسَاكِرَ، وَمَدَّنُوا الْمَدَائِنَ([63])؟".
وأبدى في نهاية الخطبة حاله التي وصل إليها بسبب خذلان أنصاره له، وأنّه الإمام الوصي، وبقيّة الله في خلقه، وخليفة رسوله صلى الله عليه وآله وسلّم الحق، وأن عليهم واجب إطاعته، والذود معه عن حياض هذا الدين ضد أعداء الله والمبتدعين:
"قَدْ لَبِسَ لِلْحِكْمَةِ جُنَّتَهَا([64])، وَأَخَذَهَا بِجَمِيعِ أَدَبِهَا، مِنَ الاْقْبَالِ عَلَيهَا، وَالْمَعْرِفِةِ بهَا، وَالتَّفَرُّغِ لَهَا، فَهِيَ عِنْدَ نَفْسِهِ ضَالَّتُهُ([65]) الَّتِي يَطْلُبُهَا، وَحَاجَتُهُ الَّتِي يَسْأَلُ عَنْهَا، فَهُوُ مُغْتَرِبٌ إِذَا اغْتَرَبَ الاْسْلاَمُ([66])، وَضَرَبَ بِعَسِيبِ ذَنَبِهِ([67])، وَأَلْصَقَ الاْرْضَ بِجِرَانِهِ([68])، بَقِيَّةٌ مِنْ بَقَايَا حُجَّتِهِ([69])، خَلِيفَةٌ مِنْ خَلاَئِفِ أَنْبِيَائِهِ([70]). ثم قال (عليه السلام): أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ بَثَثْتُ لَكُمُ الْمَوَاعِظَ الَّتِي وَعَظَ بِهَا الاْنْبِيَاءُ أُمَمَهُمْ، وَأَدَّيْتُ إِلَيْكُمْ مَا أَدَّتِ الاْوصِيَاءُ إِلَى مَنْ بَعْدَهُمْ، وَأَدَّبْتُكُمْ بِسَوْطِي([71]) فَلَمْ تَسْتَقِيمُوا، وَحَدَوْتُكُمْ بالزَّوَاجِرِ([72]) فَلَمْ تَسْتَوْسِقُوا([73]). لله أَنْتُمْ! أَتَتَوَقَّعُونَ إِمَاماً غَيْرِي يَطَأُ بِكُمُ الطَّرِيقَ، وَيُرْشِدُكُمُ السَّبِيلَ؟ أَلاَ إِنَّهُ قَدْ أَدْبَرَ مِنَ الدُّنْيَا مَا كَانَ مُقْبِلاً، وَأَقْبَلَ مِنْهَا مَا كَانَ مُدْبِراً، وَأَزْمَعَ([74]) التَّرْحَالَ عِبَادُ اللهِ الاْخْيَارُ، وَبَاعُوا قَلِيلاً مِنَ الدُّنْيَا لاَ يَبْقَى، بِكَثِير مِنَ الاْخِرَةِ لاَ يَفْنَى. مَا ضَرَّ إِخْوَانَنَا الَّذِينَ سُفِكَتْ دِمَاؤُهُمْ ـ وَهُمْ بِصِفِّينَ ـ أَلاَّ يَكُونُوا الْيَوْمَ أَحْيَاءً؟ يُسِيغُونَ الْغُصَصَ([75])، وَيَشْرَبُونَ الرَّنْقَ([76]) قَدْ ـ وَاللهِ ـ لَقُوا اللهَ فَوَفَّاهُمْ أُجُورَهُمْ، وَأَحَلَّهُمْ دَارَ الاْمْنِ بَعْدَ خَوْفِهمْ. أَيْنَ إِخْوَانِي الَّذِينَ رَكِبُوا الطَّريقَ، وَمَضَوْا عَلَى الْحَقِّ؟ أَيْنَ عَمَّارٌ؟ وَأَيْنَ ابْنُ التَّيِّهَانِ؟ وَأَيْنَ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ([77])؟ وَأَيْنَ نُظَرَاؤُهُمْ مِنْ إِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ تَعَاقَدُوا عَلَى الْمَنِيَّةِ، وَأُبْرِدَ بِرُؤوسِهِمْ إِلَى الْفَجَرَةِ؟([78])، قال([79]): ثمّ ضرب (عليه السلام) بيده إلى لحيته، فأطال البكاء، ثمّ قال: أَوْهِ([80]) عَلَى إِخْوَانِي الَّذِينَ تَلَوُا الْقُرْآنَ فَأَحْكَمُوهُ([81])، وَتَدَبَّرُوا الْفَرْضَ فَأَقَامُوهُ([82])، أَحْيَوُا السُّنَّةَ([83])، وَأمَاتُوا الْبِدْعَةَ([84])، دُعُوا لِلْجِهَادِ فَأَجَابُوا، وَوَثِقُوا بِالْقَائِدِ فَاتَّبَعُوا(). ثمّ نادى بأعلى صوته: الْجِهَادَ الْجِهَادَ عِبَادَ اللهِ! أَلاَ وَإِنِّي مُعَسْكِرٌ فِي يَوْمي هذَا، فَمَنْ أَرَادَ الرَّوَاحَ إِلَى اللهِ فَلْيَخْرُجْ. قال نوْفٌ: وعقد للحسين (عليه السلام) في عشرة آلاف، ولقيس بن سعد في عشرة آلاف، ولابي أيوب الانصاري في عشرة آلاف، ولغيرهم على أعداد أخر، وهو يريد الرجعة إلى صفين، فما دارت الجمعة حتى ضربه الملعون ابن ملجم لعنه الله، فتراجعت العساكر، فكنّا كأغنام فقدت راعيها، تختطفها الذئاب من كل مكان".
 


[1] قميص ضيّق الأكمام.
[2] الجلد الميّت في ركب البعير من ملامسة الأرض، وكان جبينه كذلك (عليه السلام) من كثرة السجود.
[3] فضله المتزايد دائماً.
[4] يوفي حقه في الشكر.
[5] يوجب زيادة فضله.
[6] من يرجو فضله.
[7] ويأمل نفعه.
[8] واثق بدفع المكاره عنه.
[9] المقدرة والإمكانيّة.
[10] خاضع.
[11] متيقناً أكيداً.
[12] عبده وقدّسه.
[13] رضخ.
[14] استجار به.
[15] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٢ - الصفحة ١٠٣ - 110.
[16] أي لم يكن رباً بالولادة، كما الأمراء والملوك.
[17] ولم يكن له ولد أو وريث، لأنه ليس بهالك.
[18] يجري عليه فيغيّره.
[19] ظهر لنا من خلال خلقه المتقن المحكم، فإننا نحكم على الصانع من خلال صناعته.
[20] وأحكامه القطعيّة النّاظمة للكون، والتي لا تقبل التغيير.
[21] ثابتات في أمكنتها لا تتزعزع.
[22] من غير أعمدة ترفعها، كما في سقوف البيوت.
[23] مرفوعات عن الأرض من غير أن تستند إلى شيء.
[24] راضخات.
[25] غير متباطئات.
[26] الأمصار البعيدة.
[27] كثافة الظلمة في طريق النّور، وفي هذه الجملة إعجاز علميّ عجيب للإمام عليه السلام، فكيف عرف أن النسيج الفضائي معتم، وأنّ النّور يخترق سماكته الهائلة؟ فهذا لم يعرف إلا في القرن العشرين تقريباً.
[28] أستار وطبقات الظلام.
[29] شبّه الظلام بجلباب المرأة الذي يسترها، والظلام في السماوات جلابيب أي طبقات بعضها فوق بعض.
[30] الليالي شديدة الظلام.
[31] شعّ وشعشع وانبثق من أنوار السماوات.
[32] مظلم شديد العتمة والسواد.
[33] شديد السكون.
[34] شديدة العمق والانخفاض.
[35] ولا في أعلى نقاط الجبال المرتفعة التي لا يستطيع الإنسان الوصول إليها.
[36] يتردد صوت هزيم الرّعد فيها مدوّياً.
[37] تكشّفت السحب عن بروق الرّعد، وظهور الضّوء من خلالها.
[38] الريح العاتية.
[39] هطول الماء من السماء.
[40] مسحب ومجر، أي الشدّ والجذب، وهذا إعجاز علمي آخر للإمام عليه السلام، فعلم الفيزياء الحديث، هو الذي عرّفنا على قوّة التّحكم الفعلية ضمن الذرة والتي تستجيب لقوتين في مدارات الإليكترونات والبروتونات وهي قوتا الجذب والنبذ، أي السحب والجر، كما أخبر بذلك أمير المؤمنين باب علم الله ورسوله.
[41] لا نستطيع تخيّله بالخيال.
[42] ولا نستطيع أن نفهم كينونته، وكميّته، ووجوده.
[43] لا يمكن أن يشغله إعطاء السائلين طلباتهم، لأنه -سبحانه وتعالى- ليس بذي حواس، فأصحاب الحواس تنشغل حواسهم بأي شيء فيذهلون عمّا سواه.
[44] فلو أعطى كلّ أهل الطلبات دفعة واحدة ما نقص في ملكه شيء، لأن ملكه لا يتأتى عن تحصيل، وإنما ملكه خلق وابتداع وإيجاد.
[45] لا نستطيع القول، أين هو؟ لأن التواجد المادي هو من صفات الخلق، بينما هو -سبحانه وتعالى- خارج الزمن والمكان.
[46] لم يُوجد -سبحانه وتعالى- بمعالجة عناصر فيما بينها، فهذه كلّها صفات المخلوقين، والإمام في هذه الخطبة العظيمة ينفي عن ذات الله كلّ يتبادر إلى ذهن البشر من صفات المخلوقين.
[47] جمع لهاة، وهي اللحمة في آخر الحلق، وهي تتحرّك أثناء الكلام، وتسد مجرى الطّعام كي توفّر الهواء اللازم للحنجرة.
[48] الذي يحاول جاهداً الوصول إلى وصف لله سبحانه وتعالى.
[49] يكفيك أن تشغل نفسك بوصف ملائكة الله المقرّبين، ولن تستطيع ذلك، فكيف إذاً تريد الوصول إلى وصف الله سبحانه وتعالى؟
[50] غرفهم المعدّة لهم في قدس الأقداس.
[51] مرتعشين من خشية الله.
[52] عقولهم حائرة.
[53] لا يستطيعون معرفة ذات الله وهم يجاورونه، فكيف بنا نحن البشر؟
[54] إنما يكون الوصف لمن له شكل وحضور، والله سبحانه فوق ذلك.
[55] ومن يكون له أمد صلاحيّة ينتهي وجوده بانتهائه، وهذا لا ينطبق على ذات الله العليّة.
[56] الأقمشة والألبسة كساكم بها، كريش الطير.
[57] أعطاكم معيشتكم وكفاكم.
[58] أوفى وأنهى ما قسم له من طعام في حياته، كناية عن انتهاء أجله.
[59] رماه قوس الموت بسهام الفناء، فمات وفني.
[60] مهجورة، مخرّبة.
[61] أقوام ثمود.
[62] قوم مستكبرون، كفروا بالله وقتلوا نبيّهم.
[63] بنوا المدن العظيمة.
[64] جنّة الحكمة، أي لباسها، كما للحرب جنّة، للحكمة جنّة.
[65] غايته المنشودة.
[66] يغترب مع تغرّب الإسلام، أي أن إمامهم يمثّل دين الله، ولا وجود له إذا غاب دين الله.
[67] أصل ذنبه، ويضرب الليث بذيله على الأرض ليثبت ملكيّته لها أمام بقيّة السباع، وهي كناية عن الثبات والتمكن.
[68] ألصق الجمل عنقه بالأرض، وهي كناية عن ضعفه وخذلان الناس له.
[69] بقايا حجج الله على الأرض.
[70] خليفة من خلفاء الأنبياء.
[71] ضربتكم بالسوط، وهي كناية عن تأديبه لهم، ولم يُروى عن أمير المؤمنين أنّه كان سوّاطاً ظالماً، بل على العكس فقد أقام العدل وحكومة الله الحقّة.
[72] تابعت زجركم بالمواعظ.
[73] لم تجتمعوا معاً على الحق.
[74] جهّز نفسه للرحيل، وهنا تنبّأ أمير المؤمنين بقرب أجله، فلم يبق حيّاً بعد هذه الخطبة سوى أسبوع.
[75] يأكلون الطّعام بغصّة، وهو كناية عن عدم الرّضا بما يحصل من تغيير لدين الله من قبل جماعة معاوية، وتخاذل أصحاب الإمام عن نصرته.
[76] الماء العكر.
[77] ينادي أمير المؤمنين أكابر الصحابة ممن استشهدوا معه، كمار بن ياسر، ومالك بن التيهان، وخزيمة بن ثابت الأنصاري (ذو الشهادتين) رض الله عنهم جميعاً.
[78] وأين بقيّة الأخوان الذين تعاقدوا معي ومعهم على الموت في سبيل الله، فقتلهم أعداء الله، وأبردوا (أرسلوا رؤوسهم بريداً) برؤوسهم إلى معاوية كي ينالوا العطايا منه.
[79] تعود إلى راوي الخطبة وهو نوف البكالي.
[80] كلمة تفجّع على اخوانه الذين سبقوه بالشهادة.
[81] تدبروا آياته وفهموا محكمها.
[82] أقاموا الفروض كأحسن ما يمكن أن تُقام.
[83] أحيوا سنّة الله في خلقه، وأثبتوا سنّة رسوله.
[84] وأجهضوا البدع والاختراعات التي أدخلها المسلمون على الدين بعد وفاة الرّسول.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى