هذا ما قاله الامام علي (عليه السلام) في أحوال الزمان الآتي

2023.07.03 - 01:12
Facebook Share
طباعة

 قال أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنّ الزمان سينقلب، ويتحوّل فيه الحقّ إلى باطل، والمنكرات إلى عرف يتداوله النّاس، وسيغيب كتاب الله عن أفئدة النّاس وتصرّفاتهم، وسيحمل أهل العلم الكتاب على آرائهم وليس العكس، وستخلو الدنيا من الإيمان، حتّى يأتي النّاسَ أمرُ الله فجأة وهم لاهون:

"وَإِنَّهُ سَيَأْتي عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي زَمَانٌ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ أَخْفَى مِنَ الْحَقِّ، وَلاَ أَظْهَرَ مِنَ الْبَاطِلِ، وَلاَ أَكْثَرَ مِنَ الْكَذِبِ عَلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَلَيْسَ عِنْدَ أَهْلِ ذلِكَ الزَّمَانِ سِلْعَةٌ أَبْوَرَ([1]) مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَلاَ أَنْفَقَ مِنْهُ([2]) إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ([3])، وَلاَ فِي الْبِلاَدِ شَيءٌ أنْكَرَ مِنَ الْمَعْرُوفِ([4])، وَلاَ أَعْرَفَ مِنَ المُنكَرِ([5]) فَقَدْ نَبَذَ الْكِتَابَ حَمَلَتُهُ([6])، وَتَنَاسَاهُ حَفَظَتُهُ([7]); فَالْكِتَابُ يَوْمَئِذ وَأَهْلُهُ مَنْفِيَّانِ طَرِيَدانِ([8])، وَصَاحِبَانِ مُصْطَحِبَانِ([9]) فِي طَرِيق وَاحِد لاَ يُؤْوِيهِمَا مُؤْو([10]); فَالْكِتَابُ وَأَهْلُهُ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ فِي النَّاسِ وَلَيْسَا فِيهِمْ([11])، وَمَعَهُمْ وَلَيْسَا مَعَهُمْ! لأنَّ الضَّلاَلَةَ لاَ تُوَافِقُ الْهُدَى، وَإِنِ اجْتَمَعَا، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ عَلَى الْفُرْقَةِ، وَافْتَرَقُوا عَنِ الْجَمَاعَةِ، كَأَنَّهُمْ أَئِمَّةُ الْكِتَابِ وَلَيْسَ الْكِتَابُ إِمَامَهُمْ([12])، فَلَمْ يَبْقَ عِنْدَهُمْ مِنْهُ إِلاَّ اسْمُهُ، وَلاَ يَعْرِفُونَ إِلاَّ خَطَّهُ وَزَبْرَهُ([13])، وَمِنْ قَبْلُ مَا مَثَّلُوا([14]بِالصَّالِحِينَ كُلَّ مُثْلَة، وَسَمَّوْا صِدْقَهُمْ عَلَى اللهِ فِرْيَةً([15])، وَجَعَلُوا فِي الْحَسَنَةِ العُقُوبةَ السَّيِّئَةَ([16]). وَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِطُولِ آمَالِهِمْ وَتَغَيُّبِ آجَالِهِمْ([17])، حَتَّى نَزَلَ بِهِمُ الْمَوْعُودُ([18]) الَّذِي تُرَدُّ عَنْهُ الْمَعْذِرَةُ([19])، وَتُرْفَعُ عَنْهُ التَّوْبَةُ، وَتَحُلُّ مَعَهُ الْقَارِعَةُ([20]) وَالنِّقْمَةُ"([21]).



[1] لا أحد يشتريها، أو يتداول بها.
[2] سلعة رائجة، أي يكون أكثر رواجاً.
[3] إذا تمّ تأويل قول الله في غير ما يصح من معاني.
[4] تصبح الأفعال الحميدة التي تعارف عليها النّاس منذ القدم أمراً مستهجناً مذموماً.
[5] ويصبح فعل السوء المدان منذ القدم أمراً يفاخر به أهل المعاصي.
[6] قد ابتعد أهل الكتاب (المسلمون) عن كتابهم.
[7] نسوا آياته، ولم يعودوا مهتمين بحفظ القرآن.
[8] مستبعدان، متهمان.
[9] مترافقين.
[10] لا أحد يستضيفهما.
[11] موجودان بحكم العادة، لكن غير معمول بهما.
[12] أصبح كلّ واحد فيهم يؤول كلام الله على هوى آراءه، وليس العكس.
[13] آياته، أحزابه، أجزاءه.
[14] ألصقوا التّهم بالصالحين الذين كانوا يعملون بالقرآن من قبل، ووصموهم بالجهل والتخلّف، أي أنّهم وصفوا الأمم الماضية من الصالحين بهذه الأوصاف.
[15] واتهموهم بالافتراء على الله فيما كانوا يطبّقونه من أحكام القرآن.
[16] واستبدلوا العقوبات بالجزاء الحسن، والعكس بالعكس.
[17] طول الأمل بالحياة، ونسيان لقاء الله والاستعداد له.
[18] إما غضب الله أو الموت أو الساعة.
[19] لا يستطيع أحد الاعتذار عن إجابة وعد الله، فلا إمهال ولا تمديد.
[20] المصيبة الكبرى.
[21] شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٩ - الصفحة ١٠٤.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى