قال الاديب ميخائيل نعيمة
تكلم أمير المؤمنين عليه السلام بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالا فقأن عيون البلاغة وأيتمن جواهر الحكمة وقطعن جميع الانام عن اللحاق بواحدة منهن : ثلاث منها في المناجاة وثلاث منها في الحكمة وثلاث منها في الأدب ؛ فأما اللاتي في المناجاة فقال الهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا وكفى بي فخرا أن تكون لي ربا أنت كما احب فاجعلني كما تحب .وأما الللاتي في الحكمة فقال قيمة كل امرء ما يحسنه وما هلك امرء عرف قدره والمرء مخبوت تحت لسانه .واللاتي في الأدب فقال أمنن على من شئت تكن أميره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره واحتج الى من شئت تكن أسيره .
هل كان علي عليه السلام من عظماء الدنيا ليحق للعظماء أن يتحدثوا عنه،أم ملكوتيا ليحق للملكوتيين أن يفهموا منزلته؟لاي رصد يريد أن يعرفوه أهل العرفان غير رصد مرتبتهم العرفانية؟وبأية مؤونة يريد الفلاسفة سوى ما لديهم من علوم محدودة؟ما فهمه العظماء والعرفاء والفلاسفة بكل ما لديهم من فضائل وعلوم سامية إنما فهموه من خلال وجودهم ومرآة نفوسهم المحدودة،وعلي غير ذلك.