يقول عليه السلام في الأصدقاء والزّمن: [البحر الوافر]
يتحدّث أمير المؤمنين عن أحوال الزّمن التي تغيّرت، وتغيّرت معها المودّة والمحبّة، وانقطعت وشائج الأخوّة، وتفشّى الكذب، ولم يعد هناك رجاء بأحد:
تعيّرت المودّة والإخاء وقلّ الصّدقُ وانقطع الرّجاءُ
وأحالني هذا الزمان إلى الغدّارين قليلي الوفاء، لا يراعون العهود ولا الذمّة:
وأسلمني الزّمان إلى صديقٍ كثير الغدر ليس له رعاءُ
وكم من أخٍ وفى له المرء، لكنّه يغدر بك في أوّل فرصة:
ورُبّ أخ وفيت له بحقٍ ولكن لا يدومُ لهُ وفاءُ
فما أقربهم منك حينما لا تكون محتاجاً لهم، وما أجحدهم حين تُبتلى وتحتاج لهم:
أخلاء إذا استغنيت عنهم وأعداءٌ إذا نزل البلاءُ