كلمة الشيخ زياد بو غنام في حفل اطلاق وثائقي الامام (ع)

2023.01.21 - 08:10
Facebook Share
طباعة

 إحتفى مسرح المدينة في بيروت مساء الاثنين بعرض الفيلم الوثائقي "الإمام علي.. الإنسان الكامل في كلام المفكرين" شارك فيه الاب يوسف مونس والشاعر جورج شكور والوزير السابق كريم بقرادوني وآخرين من مفكري ومثقفي لبنان والعراق.
وألقى رئيس ومؤسس اللقاء المعروفي الشيخ زياد بو غنام كلمة الندوة ومما جاء فيها:
بسمِ الله الرحمن الرحيم
الحمدُ الله رب العالمين
الحمدُ لله الذي جمَعَنا اليومَ ويجمعُنا على الخيرِ دومًا .. والصلاةُ والسلامُ على سيدِنَا محمد وعلى آلِهِ وصحْبِه أجمعين..
السلامُ عليكُم جميعًا ورحمَةُ اللهِ وبركاتُه
أيُّها الحضورُ الوطنِيُّ الْجَامعُ الكريمُ
لا يَسَعُنِي الاَّ أنْ أتقدَّمَ بالشكر الْجَزيلِ اولاً إلى مؤسسةِ الأمامِ عليِّ بن أبي طالب (ع) للدراساتِ والتوثيقِ على هذه الدعوةِ، والتنظيمِ، والإنجازِ الجديدِ عبرَ إطلاقِ فيلمٍ وثائقيٍّ متميزٍ ذي أبعادٍ دينيةٍ، وثقافيةٍ مهمةٍ؛
والشكرُ موصولٌ إلى الأبِ الصديقِ يوسف مونِّس، والأستاذ كريم بقردوني، والأستاذةِ المحترمينَ جورج حايك و جورج شكور ... وإلى كلِّ مَنْ ساهَمَ في هذا اللقاءِ.
نعودُ الآنَ إلى موضوعِ اللقاءِ
نعودُ إلى الجمالِ، والإنسانيةِ، والفكرِ، والسلامِ،
الى سيرةِ أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ أبي طالبٍ كرَّمَ اللهُ وجْهَهُ، أبَ الحسنِ والحسين ...
يا أيُّها الإنسانيُّ ... يا أيُّها العربيُّ... يا أيُّها الصحابيُّ... يا أيُّها الوليُّ ...
يا بابَ العلمِ، والبلاغَةِ، والرجولَةِ. ..
يا أيُّها الـقُـرآنِيّ،ُ الفيلسوفُ، المتكَـلِّـمُ لِما وراءَ الحَرفِ وَوَراءَ المعنى...
يا ثروةٌ وثورةٌ لا تنتهي ..
أَلَـــسْـــتَ أنتَ القائِــلَ : ليسَتِ الثروةُ في شخصٍ .. إنَّما الثروةُ للأمَّةِ بأَسْـــرِهَا؟...
وأنت أيُّها الإمَامُ بِوجهِـكَ الإنسانيِّ أَعْــلَــيْــتَ مبدَأَ المساواةِ بينَ المهاجِرينَ والانصارِ ..
أَلَـــسْـــتَ أنتَ مَنْ قالَ بأعْـلَى صوتٍ: لا فِـئَوِيَّـةَ في مُجتمَعِ عليٍّ! ...
أنتِ الذي أنـفَـقْـَت المالَ على الخيرِ العامِ بالسَّويَةِ والعَدلِ وقلْتَ: «لو كانَ المالُ مالي، لأنْــفَــقْــتُـهُ سويَّةً بينكُم...» فَــكَــيــفَ اذا كـانَ المالُ مالَ اللهِ!!
أنتَ هو المَشْهورُ عنْهُ ترقيعُ ثيابِهِ مراتٍ ومراتٍ .. وبعْدَ كلِّ معركةٍ.
وما بدَّلَ الثَّوْبَ . ولا بدَّلَ تبديلاً...
يَحُثُّ على عمَلِ الخيِر، ويوجِّهُ البوصَلَةَ بشكلٍ صحيحٍ فـَــ« أَجْرُكُمْ وثَــوابـُــكُم لـيـس على عليٍّ.. بَلْ على اللهِ»
يركِّــزُ دومًا على المسيرةِ الصَّالحَةِ رافضًا رفْضًا كُـلـيًـا أيَّ تميزٍ أو تـفْـرِقَةٍ .. مؤكِدًا قولَ الرسولِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ: »لا فرقَ بين عجميٍّ وعربيٍّ الاَّ بالتقوى» .. ذلِكَ أنَّ كُلَّ فِــئَويَّةٍ هي مدخَلُ للشرِ، مدخلُ للخلافاتِ، مدخلُ للتفرِقَةِ .. مدخلُ لدمارِ الأمَّةِ...
أخوتي وأحبتي، أيُّها الحضورُ الكريُم ...
مهما تكلَّمنا، وقدَّمْنا ومدَحْنا في سيرة الإمامِ نبقى حبَّةَ رملٍ في صحراءَ ملحمَتِهِ العظيمةِ ...
وفي عَوْدٍ لوَجْهِ الإمامِ الإنسانيِّ.. قصّةٌ رواهَا لنَا العلامةُ السيدُ علي الأمين قالَ:
«في يومٍ مِنَ الأيامِ كانَ الأمامُ عليٍّ يَجُـول في الكوفةِ عاصمةِ الأمام علي وإذا بشيخٍ كهلٍ كبيرٍ يتسولُ.... فانتفَضَ الإمامُ وقالَ لِصَحْبِهِ ما هذا!! فأجَابَ البعضُ: هذا نصرانيٌّ .. فانتفض الإمامُ من جديدٍ غَضَبًا مُكررًا: أنا لمْ أسأل مَنْ هذا .. بل قلتُ ما هذا .. وقَصَدَ الإمامُ بالسؤالِ هذه الظاهرَةَ مِنَ التسولِ والفقرِ والحاجةِ في زمنِ الشيخوخةِ ...
يومَها أعلنَ ضرورةَ الزكاةِ وقال قوله الشهير : استعملتموه حتى اذا عجزَ... تركتموه ... ومنذ ذاك الحين أعلن كفالةَ العَجزةِ وهو ما يُعرف اليومَ بضمانِ الشيخوخةِ .
هذا هو الأمام علي الإنساني...وأنا اليومَ ابنُ عرمون، هذه البلدةُ المتربعَةُ على أبوابِ الجبلِ، تحيةُ إجلالٍ ووفاءٍ مِن عرمون ومن كلِّ الجبلِ، تحيةٌ توحيديةٌ إلى إمام الدينِ والبلاغة، الإمام عليٍّ (ع)، ومنهُ تحيةٌ توحيديةٌ إلى أشرفِ نساءِ العالمِ فاطمةَ الزهراءِ عليها السلام التي تشرَّفَ مذهبُنا بنسبته إليها، وإلى الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما .
فاطمةُ الزهراِء نورُ العينِ، ومُهجَةُ القلبِ، اِبنةُ رسولِ الله خَاتَمُ الأنبياءِ، وزوجُ الإمامِ عليٍّ و والدةُ الحسنِ والحسين..

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى