نصرة المظلوم في كلام الامام علي (ع)

2022.02.28 - 08:13
Facebook Share
طباعة

 تقديس الأمم ينهض بجملة معطياتٍ أهمُّها أنصاف الطبقات الضعيفة في المجتمع؛ بحيث تحصل على حقوقها بيسر وسهولة ومن دون بذل العناء في المطالبة والإلحاح في المراجعة، إذ غالبًا ما تكون الطبقات الضعيفة مسلوبة الحقوق من لدن الطبقات القوية ذات النفوذ في السلطة، ولذلك لا تنال الأمم قداستها حتَّى تكون الطبقات الضعيفة بمأمنٍ من الطبقات المتسلِّطة من حيث الحقوق والواجبات، وقد أسَّس لهذا المعنى الامام علي (ع) بقوله: ((لن تقدَّس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقّه من القويّ غير متعتع))

 والتعتعة:
 ((الْقَلَقُ وَالْإِكْرَاهُ، يُقَالُ: تَعْتَعَ الرَّجُلُ إِذَا تَبَلَّدَ فِي كَلَامِهِ، وَكُلُّ مَنْ أُكْرِهَ فِي شَيْءٍ حَتَّى يَقْلَقَ فَقَدَ تُعْتِعَ)) ، فتاتمام علي (ع) يجعل حصول الأمَّة على ماهيَّة التقديس حصول الضعيف على حقوقه من غير قلقٍ أو إكراهٍ، وعلى أقلِّ المستويات.
وهذا المنهج طبَّقه أمير المؤمنين (عليه السلام) عمليًّا في حكومته، وكان يقتصُّ بنفسه للضعيف من القوي، ويُتابع إنصاف المظلومين من ظالميهم، وممَّا يبرهن على ذلك أنَّ الكوفيين ذكروا ((أنَّ سعيد بن القيس الهمداني رآه يومًا في شدَّة الحر في فناء حائط؛ فقال: يا أمير المؤمنين بهذه الساعة ؟ قال: ما خرجت إلَّا لأعين مظلومًا أو أغيث ملهوفًا
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى