المنهج الاداري والمالي في كلام الامام علي (ع)

2022.02.28 - 08:18
Facebook Share
طباعة

 في المنهج الإداري مثله في المنهج المالي؛ إذ كان عليه السلام يريدها دولة خالية من الظلم الاجتماعي، بعيدة عن المحسوبية والمنسوبية، الطبقات فيها معدومة والحقوق فيها غير مهضومة (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) وأن الجميع، (سواسية كأسنان المشط) فلا فرق بين قرشي وحبشي ولا بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى. وهكذا كان عليه السلام يؤكد تلك القيم عبر كتبه إلى ولاته ومن يكلفه أمر الرعية.

 
ومما كتب للأشتر النخعي قوله عليه السلام:
((إياك وحسامات (علو) الله في عظمته، والتشبيه به في جبروته، فإن الله يذل كل جبار، ويهين كل مختال.
أنصف الله وأنصف الناس من نفسك، ومن خاصة أهلك، ومن لك فيه هوى (مَيل) من رعيتك، وإنك ألاّ تفعل تظلِم! ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض (بطل) حجته، وكان الله حرباً حتى ينـزع (يقلع)، وليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامةٍ على ظلم، فإن الله سميع دعوة المضطهدين، وهوللظالمين بالمرصاد.
وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق، وأعمّها في العدل، وأجمعها لرضا الرعية، فإن سخط العامة يجحف (يذهب) برضى الخاصة، وإن سخط الخاصة يفتقر مع رضى العامة، وليس أحد من الرعية أثقل على الوالي مؤونة في الرخاء، و أقل معونة له في البلاء، وأكره للإنصاف، وأسأل بالإلحاف (الإلحاح)، وأقل شكراً عند الإعطاء، وأبطأ عذراً عند المنع، وأضعف صبراً عند ملمات الدهر من أهل الخاصة.. ولا يكونن المحسن والمسيء عندك بمنـزلة سواء، فإن في ذلك تزهيداً لأهل الإحسان في الإحسان، وتدريباً لأهل الإساءة على الإساءة! وألزم كلاً منهم ما ألزم نفسه)
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى