الشمول والإستيعاب في كلام الامام علي (ع)

2022.02.26 - 10:04
Facebook Share
طباعة

  جاء في نهج البلاغة: «وسئل عن أشعر الشعراء» فقال (ع): «إن القوم لم يجروا في حلبة تعرف الغاية عند قصبتها، فإن كان لا بد فالملك الضليل» [١٦].
وينقل ابن أبي الحديد في شرح هذه الجملة خبرا مسندا حولها يقول: «وكان علي بن أبي طالب (ع) يعشي الناس في شهر رمضان باللحم ولا يتعشى معهم، فإن فرغوا خطبهم ووعظهم. فأفاضوا ليلة في الشعراء وهم على عشائهم، فلما فرغوا خطبهم (ع)، وقال في خطبته: «اعلموا: أن ملاك أمركم الدين، وعصمتكم التقوى، وزينتكم الأدب، وحصون أعراضكم الحلم» ثم قال: قل- يا أبا الأسود- فيم كنتم تفيضون فيه، أيّ الشعراء أشعر فقال: يا أمير المؤمنين الذي يقول:

ولقد أغتدى يدافع ركني***** أعوجيّ ذوميعة إخريج‌
مخلط مزيل معنّ مفن‌ منفع***** مطرح سبوح خروج‌

يعني أبا داود الأيادي.
فقال (ع): ليس به. قالوا: فمن يا أمير المؤمنين فقال: لورفعت للقوم غاية فجروا إليها معا علمنا من السابق منهم، ولكن إن يكن، فالذي لم يقل رغبة ولا رهبة. قيل: من هوقال: هوالملك الضليل ذوالقروح. قيل امرؤ القيس يا أمير المؤمنين قال: هو» [١٧].
وسئل يونس النحوي: من أشعر الشعراء في الجاهلية فقال: «امرؤ القيس إذا ركب، والنابغة إذا هرب، وزهير إذا رغب، والأعشي إذا طرب».
يقصد أن لكل شاعر من هؤلاء الشعراء نبوغه في فنه الخاص، وأن عبقرياتهم إنما هي في فنونهم الخاصة، فكل واحد منهم أشعر الشعراء في فنه، وليس لأحدهم نبوغ في غير فنه.

[١٦] . الحكمة : ٣٦١ ص ١٥٣ ج ٢٠ شرح النهج لابن ابي الحديد ط – ابوالفضل .
[١٧] . شرح النهج لابن ابي الحديد ج ٢٠ ص ٤ – ١٥٣

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى