كيف عالج الإمام داء الخلط بين الحق والباطل؟

2022.02.21 - 08:42
Facebook Share
طباعة

 جاءه ذلك الرجل الذي ادعى الرهبنة والعبادة والانقطاع التام عن الدنيا فعاتبه أمير المؤمنين، وذكّره بنعم الله المباحة للخلق، فعندما قال للإمام: يا أمير المؤمنين هذا أنت على خشونة ملبسك، وجشوبة مأكلك –يريد التشبّه به، عليه السلام- فنهره الإمام فوراً وقال له: ويحك! إني لست كأنت، إن الله فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيّغ –يهيج- بالفقير فقره".

إن الغنى والثروة والمال من مداخل الحق، وقد أحلّ الله البيع وأباح جني الارباح من التجارة مهما عظمت، ومن حق الانسان ان يكون ثرياً بالطرق المشروعة، بالمقابل فان الفقر والحرمان من مداخل الباطل، وهو ما حذر منه الإسلام، وعمل الإمام خلال فترة حكمه القصيرة على مكافحته وإزالته من وجه المجتمع، ولكن لم يسمح الإمام بالتخلص من هذا الباطل بباطل مثله، وإنما بقيمة حق تكون في الجهة المقابلة وهي؛ العدل ليطمئن الفقير، بل جميع افراد المجتمع بالأمن الاقتصادي والمعيشي، وأنهم لن يقعوا فريسة للاثرياء والاقوياء يستغلون ظعفهم، وقلة وعيهم لمزيد من الاثراء والهيمنة.

وعليه؛ فعندما يعزم الفقير على انتشال نفسه من مستنقع الفقر الى رحاب العمل والغِنى والتطور، فانه مسيرته تكون سلمية، وبشكل تدريجي هادئ بعيداً عن الصخب وإحداث المشاكل للمحيط الاجتماعي بدعوى أنه "صاحب حق"، او أن "الحق معه"، وهو في ذلك ربما يلجأ الى كل الوسائل لإضفاء المصداقية على مقولته هذه، وإن اختلطت معها وسائل من صنع الباطل.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى