خصائص البلاغة في كلام الامام علي (ع)

2021.11.22 - 07:38
Facebook Share
طباعة

 من خصائص نهج البلاغة   

إن ((نهج البلاغة)) يدل من اسمه، على أن كلام الإمام علي (ع)، كله بليغ، بل هومن وضع أسس البلاغة العربية و((سنَّ الفصاحة)).
وفيما يلي بعض الشواهد من بلاغة الامام (ع):
((الحمد لله غير مقنوط من رحمته، ولا مخلومن نعمته، ولا ميؤوس من مغفرته..)). وهذا من باب الموازنة في علم البيان.
قال الامام علي (ع) من خطبة يذكر فيها ملك الموت وتوفيه الأنفس:
((هل يُحسُّ به إذا دخل منـزلاً، أم هل تراه إذا توفى أحداً! بل كيف يتوفى الجنين في بطن أُمه؟ أيلج عليه من بعض جوارحها؟ أم الروح أجابته بـإذن ربها؟ أم هوساكن معه في أحشائها؟
كيف يصف إلهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله؟
وهذا من باب التخلص في علم البيان، إذ تخلص الإمام ع(ع) ببراعة من استطراده، ليصل إلى مراده في الجملة الاستفهامية الأخيرة. (كيف يصف إلهه:
السجع / بقوله:
((وكتاب الله بين أظهركم ناطق لا يعيا لسانه، وبيت لا تهدم أركانه، وعزٌّ لا تهزم أعوانه)).
إذ سجع عليه السلام بين (لسانه) و(أركانه) و(أعوانه)
لزوم ما لا يلزم / حيث قال:
((أحمده استتماماً لنعمته، واستسلاماً لعزته، واستعصاماً من معصيته، وأستعينه فاقة إلى كفايته؛ إنه لا يضل من هداه ولا يئِل من عاداه، ولا يفتقر من كفاه؛ فإنه أرجح ما وزن، وأفضل ما خزن، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، شهادة ممتحناً إخلاصها، معتقداً مصاصها، نتمسك بها أبداً ما أبقانا، وندخرها لأهاويل ما يلقانا؛ فإنها عزيمة الإيمان، وفاتحة الإحسان، ومرضاة الرحمان، ومدحرة الشيطان)).
فقد ورد في قوله عليه السلام ذاك إضافة إلى السجع، لزوم ما لا يلزم حيث (أرجع ما وزن وأفضل ما خزن) وهولزوم الزاء والنون في كلا الجملتين.
المقارنة والمطابقة في قوله:
(أما بعد؛ فإن الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع، والآخرة أقبلت وأشرفت باطلاع، ألا وإن اليوم المضمار، وغداً السباق، والسبقة الجنة والغاية النار..).
فقد قارن عليه السلام بين (أدبرت) و(أقبلت) و(اليوم) و(غداً) و(الجنة) و(النار).
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى