التغيير في الفرد والمجتمع في كلام الامام علي (ع)

2021.11.16 - 08:03
Facebook Share
طباعة

 ويقصد به كل تحول يحدث في كيان الفرد والمجتمع ، وهذا التحول ينتج عن الصراع بين القديم والجديد ، وعلى أساس هذا الصراع تتحدد وجهة سير هذا التغيير وسرعته .

أ ) التغير على مستوى الفرد
إن التغير الذي تحدث التربية في نفسية الفرد ، إنما هو بداية للتحول الذي سيطال المجتمع ككل . وبما أن للقيادة دورها الهام في إحداث التغيير المطلوب ، فإن الاقتداء بها أمر يساهم في سرعة هذا التغيير .
ولقد أعطى ( عليه السلام ) القدوة التي يجب أن تحتذى لحسم صراع النفس مع شهواتها لصالح الإنسان الفاضل وكانت وصاياه ومواعظه تصب في هذا الإطار فيقول في وصية إلى ( شريح بن هانئ ) : ( واعلم أنك لم تردع نفسك عن كثير ممّا تحب مخافة مكروه ، سمت بك الأهواء إلى كثير من الضرر فكن لنفسك مانعاً رادعاً ، ولنزواتك عند الحفيظة واقماً قامعاً ) .
وما أكثر الخطب والمواعظ التي أوردها الإمام في الزهد حتى قال فيه عمر بن عبد العزيز : ( ما علمنا أن أحداً كان في هذه الأمة بعد النبي أزهد من علي بن أبي طالب ) . 
ولا شك أن الزهد في الدنيا من أكثر الأمور المشجعة على السلوك الفاضل .
وبفضل التربية ينتقل الإنسان من بيداء الجهل إلى ميادين العلم والمعرفة كما في وصية الحسن ( عليه السلام ) : ( فإنك أول ما خلقت به جاهلاً ثم علمت ، وما أكثر ما تجهل من الأمر ويتحير فيه رأيك ، ويضل فيه بصرك ، ثم تبصره بعد ذلك ) .
ب ) التغير على مستوى المجتمع
لقد جوبه الإمام علي ( ع ) بمقاومة عنيفة من الفئات التي كانت تفضل الركود والجمود حرصاً على مصالحها وامتيازاتها فوقفت سداً منيعاً أمام رياح التغيير وحاولت منعه من تنفيذ برنامجه في الإصلاح ، 
إن روح الإصلاح والتغيير التي تنبعث من كلمات الإمام علي ( ع ) وتتأكد في مواقف ومناسبات عديدة ، تقابل بالإصرار على العنف والرفض والمعاناة كما يقول: فأراد قومنا قتل نبينا واجتياح أصلنا ، وهموا بنا الهموم وفعلوا بنا الأفاعيل ومنعونا العذب ، وأحلسونا الخوف واضطرونا إلى جبل وعر ، وأوقدوا لنا نار الحرب  .
فالتربية التي يتحدث عنها الإمام ( ع ) هي تلك التي تبني كياناً للإنسان يلزمه باتخاذ المواقف الأكثر صلابة تجاه الحق ، فلا تؤثر فيه الإغراءات ، ولا تخيفه الأعاصير كما جاء في قوله إلى أخيه عقيل : ( لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ، ولا تفرقهم عني وحشة ، ولا تحسبنّ ابن أبيك ـ ولو أسلمه الناس ـ متضرعاً متخشعاً ، ولا مقراً للضيم واهناً ، ولا سلسل الزمام للقائد ولا وطئ الظهر للراكب المقتعد ) .
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى