التربية في كلام الامام علي (ع)

2021.11.15 - 08:16
Facebook Share
طباعة

 التربية

إن تربية الطفل ، يجب أن تبدأ منذ المهد ، وذلك بتنشئته على الأخلاق الفاضلة والعادات الحسنة ، قبل أن يبدأ باكتساب العلوم أو يتشوه سلوكه بالعادات السيئة ..
لا شك في أن هذه الفترة ، من حياة الطفل إنما هي من أنسب الفترات وأخصبها وأكثرها أثراً على حياته ومستقبله ، فتنطبع القواعد فيه انطباعاً لا يمحى ، وتأتي التأثيرات الأخرى الناتجة عن احتكاكه بالمحيط فلا تزيل أثرها .
ولقد تحدث الإمام علي ( عليه السلام ) عن هذا الأمر.
إذ يرى وجوب مباشرة الحدث بالتربية وتعهده بها ، قبل أن يقسو قلبه أو ينشغل عقله بالعقائد السيئة ، الذي يصوره الإمام ( عليه السلام ) بقوله : كـ( الصفحة البيضاء ) .
وهكذا ، فقلب الحدث خال من الانتقاش بالعقائد مع استعداده لتقبل ما يلقى إليه من خير أو شر  .
نستنتج من ذلك أن المعرفة لا تولد مع الشخص ، وإنما يولد معه الاستعداد لتحصيلها ، وهذا هو معنى وجود العلم بالقوة في النفس الإنسانية . وهو قابل للتعلم منذ صغره ، لأن حواسه ومداركه تكون منفتحة ومتيقظة ومستعدة لتقبل ما يلقى إليها ، ( فإنه في الوقت والساعة تدرك حواسه محسوساتها ) .
وظائف التربية :
وهذا التعبير يعني أن روح الإنسان شيء نفيس وثمين، وأن الأخلاق الحسنة والفاضلة أمور تناسب هذا الشيء النفيس، والأخلاق الرذيلة تنافيه، وعدم التناسب هذا يحط من قيمتها، هذا التعبير يعطي للإنسان ثروة نفيسة جداً ألا وهي نفسه ويقول له: يجب أن لا تضيع هذه النفس ولا تلوثها لأنها ثمينة ونفيسة.
ان الامام علي (ع) يخاطب ولده الحسن (ع) في رسالة له في نهج البلاغة :: "أكرم نفسك عن كل دنية، فانك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضاً    "" اكرم نفسك عن كل دنية ، 
وللامام علي (ع) كلام آخر يقول فيه: 
ولا مروءة لمن لا عقل له، وان أعظم الناس قدراً من لا يرى الدنيا لنفسه خطراً" ، 
 كلها قبال نفسه فسيرى أن نفسه أفضل من الدنيا وما فيها.
الغيرة
إن بعض الأمور الأخلاقية تكون بمقتضى الغيرة أو عدم اقتضائها، 
يقول الامام علي (ع): 
"قدر الرجل على قدر همته، وشجاعته على قدر أنفته، وعفته على قدر غيرته"
 فبقدر شعور الإنسان بالغيرة على شرفه وعرضه فإنه يحترم شرف الآخرين وعرضهم وكرامتهم، أي أن غيرته لا تسمح له بالتعدي على عرض الآخرين، لذا يقول عليه السلام في تعبير آخر 
: "ما زنى فبقدر شعور الإنسان  "
أي أن كل من يزني ويهدم عفة الآخرين لا غيرة له أبداً.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى