أمير المؤمنين (ع) بلسان حاله: إن ها هنا لعلماً جماً

2021.10.30 - 08:05
Facebook Share
طباعة

 ها إن ها هنا لعلماً جماً (وأَشار إلى صدره) لو أَصبت له حملةً! بلى أصبت لقناً غير مأمون عليه، مستعملاً آلة الدين للدنيا، ومستظهراً بنعم الله على عباده، وبحججه على أوليائه، أَو منقاداً لحملة الحق، لا بصيرة له في أَحنائه، ينقدح الشك في قلبه لاول عارض من شبهة.
ألا لا ذا ولا ذاك! أَو منهوماً باللذة، سلس القياد للشهوة، أو مغرماً بالجمع والادخار، ليسا من رعاة الدين في شيء، أقرب شيء شبهاً بهما الانعام السائمة! كذلك يموت العلم بموت حامليه.
اللهم بلى! لا تخلو الارض من قائم لله بحجة، إما ظاهراً مشهوراً، أو خائفاً مغموراً، لئلا تبطل حجج الله وبيناته.
وكم ذا وأين أولئك؟ أولئك ـ واللَّه ـ الاقلّون عدداً، والاعظمون قدراً، يحفظ الله بهم حججه وبيناته، حتى يودعوها نظراءهم، ويزرعوها في قلوب أَشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة، وباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، وصحبوا الدنيا بأبدان أَرواحها معلقة بالمحلّ الاعلى، أولئك خلفاء الله في أَرضه، والدعاة إلى دينه، آه آه شوقاً إلى رؤيتهم!.

(نهج البلاغة: 809)

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى