كيف نستفيد من منهج الامام علي (ع) لتحقيق العدالة الاجتماعية ج7

2021.09.30 - 09:53
Facebook Share
طباعة

الشيخ عبد الحسن الفراتي:
باعتقادنا يمكن تحقيق العدالة الاجتماعية، وهو أهمّ ما تنشده البشريّة اليوم ومستقبلا، من خلال منهج الإمام عليّ (عليه السّلام)، في خضمّ التحديات المتعددة، وذلك عبر القيام بعدّة فعاليات وبرامج، يمكن تلخيص أهمّها بما يلي:
1/في فضاء الإعلام الديمقراطي العام، الذي يحكم العالم، لايمكن الاستماع الى "الصوت الخافت"، فالتفكير بصوت أعلى، والنشاط الإعلامي بصوت أعلى، هو الكفيل بإلفات نظر البشرية بكلّ شرائحها ومكوناتها لما نتحدث به وندعو إليه.
فشخصيّة الإمام عليّ (عليه السّلام)، أرادها الرّب سبحانه، أن تكون كونيّة يتلمسها الجميع من أبناء المعمورة، وبكلّ لغاتهم ومذاقاتهم الثقافيّة، لذا ينبغي علينا ان نتحدّث مع كوكب بشري يقطنه أكثر من 7 مليار انسان.
2/ تصنيف النهج العلويّ وعلى كافة المستويات: فكريّة وسياسيّة واجتماعيّة وقضائيّة وتربويّة و....، وإعداد أطروحات التصنيف هذا لكي تتماشى، وتتعاشق مع معطيات التحدي الجديدة والمتطورة والطارئة.
فمثلا تحدّي وباء كورونا وأثره، وتضرر الاقتصاديات بسبب تفشي الأوبئة، يستدعي وجود تصنيف معرفي جاهز، يضخّه محبو النّهج العلوي في الوقت المناسب، وبسرعة فائقة تجبر القوى المستكبرة، أن تتعاطى مع الطرح العلويّ الناجع.
3/ لابد لعلي (عليه السلام) من عشاق عابرين للقارات.. كما أطباء بلا حدود و..، ينتمون لهذه المدرسة العلوية -رغم اختلاف مدارسهم ومشاربهم الدينيّة والثقافية والعرقية والجغرافية-.
إن مدارس العرفان والتصوف، اخترقت كل الجدران والحدود وأصبحوا جماعات تفكر معا، حتّى قال بعضهم: (التصوف والعرفان فوق الإيمان)، وبهذا تمددوا، وأضحت لهم منتديات، وتواصل ونشاط دولي..
فمولى الموحدين (عليه السلام)، أولى أن يعبر الحدود، ويكون له أنصار ينشدون "العدالة الاجتماعيّة" العالمية.
4/ تقوية الارتباط والتواصل الوثيق مع كافّة المؤسسات الثقافية الدولية الرسمية، المهتمّة بالمنحى الثقافي بكافة أبعاده على المستوى الإنساني العالمي، كاليونيسكو وغيرها، وصنع منسّقين مع هذه المؤسسات المهمة جدا، ذات التأثير في صنع القرار الثقافي العالمي، للتعريف بشخصية الإمام عليّ (عليه السلام) الإنسانيّة.
5/ للنجاح بأي خطوة، لابد من مرتسم ميداني يكلل بالنجاح، ويصدّر النموذج إلى العالم جميعا..
فبما أن الصّين هي الصاعد الأوّل بلامنازع للتصدي العالمي، وعلى كافة الأصعدة مستقبلا -وهذا قد يكون تفسيرا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "اطلبوا العلم ولو كان في الصين"- فلا بد من جعل هذا البلد النموذج، والمنطلق لتصدير "النّهج العلوي" الإنساني، وتسويق عدالته التي تنشد التحرر والكرامة والعدالة الاجتماعية للعالم مستقبلا، لاسيما وأنّ مميزات الصين أن تمددها التجاري والاقتصادي في العالم يبتعد على الشمولية والتدخّل الفكري والسياسي في شؤون البلدان الأخرى، مما يلقي مقبولية تامّة من الجميع، لذا ينبغي التحرّك على هذه البقعة البكر والمهمة، قبل أن تتلمسها وتستثمرها قوى الضغط ولوبيات الهيمنة الاستكبارية..
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى