كيف نستفيد من منهج الامام علي (ع) لتحقيق العدالة الاجتماعية ج4

2021.09.30 - 09:51
Facebook Share
طباعة

الدكتور اسعد كاظم شبيب:
إن نهج عليّ في العدالة الاجتماعيّة، وعدالة التوزيع هو حقا انموذج إنساني قانونيّ يصحّ أن يكون نموذجا للقياس والعمل، حيث اشتهرت دولته إبّان فترة خلافته للعالم الإسلامي، انطلاقا من مدينة الكوفة بإعطاء كل ذي حقٍ حقه، والانتصار للمظلوم من الظالم، وتقليل من الطبقيّة الاجتماعيّة ومحاربة الفوقيّة السياسية المتعاليّة، التي كان يمارسها بنو سفيان بقيادة معاويّة، لذا فإنّ نهج عليّ عليه السلام بقي نهجا فريداً في الحكم لنا كعرب بجميع معتقداتنا الدينية والسياسية، حتى وصف عليّ بأنه أوّل اشتراكيّ في العالم.
كما وأنّ الحاجة إلى هذا النّهج تبرز في الأزمات، حيث تُبرز معها العوز، وعدم القدرة على توفير سدّ الرّمق لكثير من النّاس بحكم موانع الازمة التي تفرض نفسها على الناس، وفي ظل ازمة كورونا كوباء عالميّ مميت، تبرز الحاجة التي نهج عليّ وسلوكه في تفقّد أحوال الناس، ومعرفة المحتاجين منهم بطرق حديثة تنسجم والتطوّر الحاصل في مجالات الحوكمة إلالكترونية.
وبالتالي يمكن الاستفادة من نهج عليّ في العدالة الاجتماعية من حيث سدّ حاجة الفقراء، والذين تقف الظروف والأزمات مانعا من الحصول على العمل، وبتحقق ذلك عبر عدالة التوزيع، وتوفير ضمانات بديلة عن العمل، لغاية زوال الأزمة ومسبباتها، ويمكن الاستفادة من نهج عليّ عليه السلام التوزيعي من خلال محاربة الجيوب التي اثرت على حساب المصلحة العامة وحقوق الفقراء وطبقات الدنيا.
ومن خلال هذه العناصر يمكنك أن نصل إلى دولة تتحقق فيها العدالة والرفاهية الاجتماعيّة، عبر الحث على العمل ومساعدة من لا يستطيع لظروف، إمّا بدنية قاهرة، أو لأسباب أزموية حاصلة من جراء حرب، أو انتشار وباء كما هو الحاصل الآن في ظل إنتشار وباء covid 19 والذي كان له تداعيات مقلقة على الكثير من طبقات المجتمع، ولابد للدولة أن تنظر بعين الإنسانية وروح القانون لهؤلاء حتى تقل المضّار الناجم عن توقف أعمال الناس، أو فقدان المعيل من جراء الوباء او اي ظروف مشابهة.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى