الدكتور علي جمعة يعلّق على صدور تقرير الأمم المتّحدة "الإمام علي (ع) أعدل رجل في التاريخ".

2021.09.30 - 10:20
Facebook Share
طباعة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنَّ سيدنا علي بن أبي طالب أرسل محمد بن أبي بكر إلى مصر كي يكون وليًا عليها، ويسبق معاوية بن أبي سفيان لكن أعوان معاوية قتلوه على الطّريق ومثّلوا بجثّته، فأرسل مالك بن الأشتر، الذي كان بمثابة ذراعه اليمنى، وأنفذ له كتاباً يمثّل قيمة كبيرة نفاخر بها من تاريخنا الإسلامي، ذكر نص الكتاب أو العهد، على لسان الشّريف الرّضي في نهج البلاغة، وشرحه ابن أبي الحديد شرحًا واسعًا مع شرح نهج البلاغة، وكذلك كان الإمام محمد عبده مغرمًا بنهج البلاغة، لكنّه خصّ هذا الخطاب الموجه من عليّ لـمالك الأشتر بالتعليق والشّرح، خصوصًا أنه كان وثيقة من وثائق حقوق الإنسان، ونظم الحكم، وترتيب الإدارة لا مثيل له في التّاريخ، فقد كان تكليفًا من عليّ بن أبي طالب لمالك بن الأشتر وخارطة طريق لعمله في مصر.
 
هذه الوثيقة نشرها الإمام محمد عبده معلقًا عليها، خصوصا أنَّه كان من أسباب نشر نهج البلاغة بمصر، ومنها هذه الرسالة الحقوقية العميقة اعتمدت في الأمم المتحدة بشكل رسمي، وكان أمين الأمم المتحدة وقتها يقول إنَّ «شارحا أن هذه الوثيقة بها عبارة ينبغي أن تكتب على هذا الحجر المكتوب عليه وثيقة حقوق الإنسان»، العبارة هي «يا مالك إن النّاس صنفين، أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق».
 
وتابع «جمعة»، أنَّ هذه الوثيقة نشرت بعدة لغات في كلّ دول العالم، كاشفًا أنَّ هذه الوثيقة أوصى بها علي بن أبي طالب مالك بن الأشتر، وأوصاه خلالها أن يكون رحيماً بالرعيّة، وأن يكون منصفًا وعدلًا بالحكم، ومديرًا جيدًا، وموزعاً عادلاً للموارد، وأن يعامل الخلق بالإنسانية والمساواة، الأمر الذي حدا بالأمم المتحدة لاعتمادها.
 
هذا وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الخاص بحقوق الإنسان وتحسين البيئة والمعيشة والتعليم عام 2002، قد أعدّ تقريراً باللغة الإنجليزية من مائة وستين صفحة، تمَّ فيه اتخاذ الإمام عليّ عليه السلام من قِبَل المجتمع الدَّولي شخصيةً متميزة، ومثلاً أعلى في إشاعة العدالة، والرأي الآخر، واحترام حقوق الناس جميعاً مسلمين وغير مسلمين، وتطوير المعرفة والعلوم، وتأسيس الدولة على أسس التسامح والخير والتعددية، وعدم خنق الحريات العامة. وقد تضمَّن التقرير مقتطفات من وصايا أمير المؤمنين (عليه السلام) الموجودة في نهج البلاغة، التي يوصي بها عمَّاله، وقادة جنده، حيث يذكر التقرير أنَّ هذه الوصايا الرائعة تُعدُّ مفخرة لنشر العدالة، وتطوير المعرفة، واحترام حقوق الإنسان.
 
 
 
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى