تحقيق العدل في سيرة الامام علي (ع)

2021.09.20 - 08:11
Facebook Share
طباعة

 إذا اُصلح الجهاز الحكومي والاداري في اُمّة ما فسوف تسودها العدالة الاجتماعية. وهذا ما تحقّق زمن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وزمن خلافة الإمام عليّ (عليه السلام) ، ولنختصر بعض الأعمال التي قام بها أمير المؤمنين (عليه السلام) في حكومته والنتائج التي أدّت إليها ، وهي كما يلي:

أولاً: لقد شهدت الاُمّة التسوية في العطاء بين جميع أفرادها التابعين لها، وقد تحقّقت لها الكرامة والسعادة والحريّة، فقد ورد عن عليّ بن ربيعة: «جاء ابن التيّاح إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين ! امتلأ بيت المال من صفراء وبيضاء ، فقال عليّ (عليه السلام): الله أكبر، ثم قام متوكّئاً على يد ابن التياح، فدخل بيت المال :          
ثم نودي في الناس ، فأعطى جميع ما في بيت المال وهو يقول: «يا بيضاء! ويا صفراء! غرّي غيري»، حتّى لم يبق فيه درهم ولا دينار، ثم أمر بنضحه بالماء ، فصلّى فيه ركعتين.
ثانياً: كان (عليه السلام) حريصاً على تجسيد العدالة الاقتصادية في مرافق الحياة الانسانية كافّة ومن أجل ذلك التزم (عليه السلام) خطّة لمراقبة السوق من ناحية البيع والشراء دفعاً لما يمكن ان يحصل من الغشّ أو التلاعب بالأسعار أو التطفيف في المكاييل. فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): «كان أمير المؤمنين (عليه السلام) كلّ بُكرة يطوف في أسواق الكوفة سوقاً سوقاً فينادي : يا معشر التجّار قدّموا الاستخارة وتبرّكوا بالسهولة واقتربوا من المبتاعين، وتزينوا بالحلم وتناهوا عن الكذب واليمين، وتجافوا عن الظلم، وانصفوا المظلومين ولا تقربوا الربا و )أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ(  .
ثالثاً: لقد اتّخذ الإمام سياسة مع نفسه ترتكز على الزهد الصادق بكلّ ما يطمع به الطامعون من مال وملذّات وزخرف ، فنراه (عليه السلام) عاش في بيت بسيط متواضع لا يختلف عمّا يسكنه فقراء الاُمّة ، وكان يأكل خبز الشعير الذي تطحنه امرأته أو يطحنه هو بيده، وكان يلبس أخشن اللباس وأبسطه ، وقد عبّر عن ذلك في كتابه لعثمان بن حنيف: «ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طُعْمِهِ بقرصيه ، فوالله ما كنزت من دنياكم تبراً ولا ادخرت من غنائمها وفراً ولا أعددت لبالي ثوبي طمراً ولا حزت من أرضها شبراً...» إلى آخر ما جاء في الكتاب .
بل أنّه (عليه السلام) أخرج سيفه ليبيعه في السوق كي يشتري بثمنه إزاراً ، وهو أمير المؤمنين وزعيم الاُمّة الاسلامية تجبى إليه الأموال من أكثر بقاع العالم الاسلامي.
رابعاً: إنّه (عليه السلام) اتّبع منهجاً مع أهل بيته مبنياً على أساس مساواتهم بالاُمّة في الحقوق والواجبات ، فلا يفضّـلهم بعطاء ، ولا يميّزهم بحقّ.
فقد روى هارون بن سعيد: أنّ عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال له: يا أمير المؤمنين! لو أمرت لي بمعونة أو نفقة، فوالله مالي نفقة إلاّ أن أبيع دابّتي!! فقال الإمام (عليه السلام) : «لا والله ما أجد لك شيئاً إلاّ أن تأمر عمّك أن يسرق فيعطيك».
وأمّا قضيّة دخول أخيه عقيل عليه (عليه السلام) يطلب صاعاً من القمح من بيت مال المسلمين، وكرّر طلبه مراراً، فما كان من الإمام إلاّ وأحمى له حديدة على النار وأدناها منه، فهي قضية مشهورة معروفة .
 
 
 
 
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى