الوعي والصبر في سيرة الامام علي(ع)

2021.08.30 - 09:07
Facebook Share
طباعة

 كانت الظروف في عهد خلافة أمير المؤمنين عليه السلام عصيبة جداً، فالمشكلة الكبيرة كانت آنذاك في تداخل الصفوف والخنادق؛ وهذا هو السبب الذي جعل  الناكثين - وضعًا مقبولًا ومبررًا، وكان أي مسلم يتردّد كثيرًا في محاربة شخصيات أمثال طلحة أو الزبير؛ فالزبير هو ابن عمّ الرسول وكان من الشخصيات البارزة والقريبة منه.

قد يؤثر حبّ الدنيا ومظاهر الحياة في بعض الناس إلى درجة تجعل المرء يشكّ حتى في الخواص، فما بالك بالعوام.
ولا بدّ أن الناس الذين صمدوا مع أمير المؤمنين وحاربوا إلى جانبه كانوا على قدر كبير من البصيرة.كما يذكر أمير المؤمنين عليه السلام: "فلا يحمل هذا العلم إلا أهل البصر والصبر". فلا بدّ من توفر البصيرة بالدرجة الأولى. .
 في عهد أمير المؤمنين، كان أعداؤه يستفيدون من القرآن ويستغلون تلك الآيات القرآنية لصالحهم. ولذلك كانت مهمة أمير المؤمنين عليه السلام أكثر صعوبة من هذه الجهة. لقد قضى أمير المؤمنين مدّة خلافته القصيرة في مثل هكذا معضلات.
 وفي مقابل هؤلاء كانت جبهة عليّ، وهي جبهة قوية حقًا، وكان فيها رجال كعمّار ومالك الأشتر وعبدالله بن عباس ومحمد بن أبي بكر وميثم التمار وحجر بن عدي، فقد كانوا حقا رجالًا مؤمنين ذوي بصيرة ووعي، وكان لهم دورٌ مؤثر في توعية الناس الآخرين.
كان أمير المؤمنين (عليه السلام) في مواجهة فئات ثلاثة: القاسطين، والناكثين، والمارقين؛ أي أولئك الذين ظلموا؛ والذين نكثوا البيعة؛ والذين ارتدّوا عن الدين.  حيث كان لبعضهم تجربة طويلة نسبيًا في الإسلام، وبعضهم كان جديد العهد بالإسلام، ولم يمض على إسلامهم في حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا سنتين أو ثلاث ولم يدركوا شيئًا من ذلك الزمان؛ وكانت عمدة فترة إسلامهم ما بعد حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم. . هؤلاء كانوا قوة مقتدرة، باللحاظ السياسي، وكذلك من جهة الإمكانات المالية والمناورات الحكومية أيضًا، وكان بيدها إمكانات كثيرة، كانت في مواجهة أمير المؤمنين عليه السلام؛.
بالطبع لم تكن المسألة أن يَعتبرَ الإمام عليه السلام  الولاة لم يكونوا جميعهم عادلين. عندما وصل أمير المؤمنين عليه السلام إلى الحكم كانوا جميعهم، موجودين]كولاة[؛ ولم يكونوا عادلين. وكانت العدالة شرط القيادة والإدارة عند أمير المؤمنين عليه السلام؛ كان من بين هؤلاء أشخاص ضعاف الإيمان. لذلك كانت المسألة مسألة ظلم، كانت القضية قضية تغيير منهج الخط الإسلامي وتغيير اتّجاه (الوجهة) حياة المسلمين. فكان الإمام أمير المؤمنين أن صمد وثبت ولم يقع تحت تأثير أي ضغط أو اعتراض.
 إنَّ أكبر مشكلة كانت في زمن أمير المؤمنين هي وجود تيار يدعي الإسلام في الظاهر ويرفع الشعارات الإسلامية؛ إلا أنّه كان منحرفًا في قضية أساسية جدًا في الدين ألا وهي قضية الولاية والحكم. الولاية تعني الحكومة؛ ذلك الشيء المتعلّق بالله تعالى في المجتمع الإسلامي، وجاء منه تعالى إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، ووصل من النبي صلى الله عليه وآله وسلّم إلى أمير المؤمنين عليه السلام. كان لدى هؤلاء الاشخاص شكّ في هذه النقطة ووقعوا في الانحراف
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى