من هو الامام علي بن ابي طالب ولماذا يعتبره الفلاسفة انسانا عظيما

2021.06.01 - 03:31
Facebook Share
طباعة

 في العادة، يعجب المتدينون برموزهم الدينية، ويمجدونها ويعلون من قدرها بل يبالغون في وصف شخصياتها.
الا الامام علي بن ابي طالب الرمز الاسلامي الذي حاربته الامبراطوريات الاسلامية وشوه صورته واسمه وسمعته واقواله وخطبه اباطرة وملوك مسلمين طوال مئات السنين ومع ذلك لم يستطيعوا اخفاء انوار حقيقته رغم تشكيل اغلب حكام الامبراطوريات الاسلامية جماعات خاصة من الكتاب والمؤلفين والمؤرخين لتشويه اقوال الامام وللانتقاص من شخصه وصولا الى اختراع اقوال لم يقلها وخطب لم يلقها وذم بالبشر لم يعتقد به بتاتا.
بل اخترعوا والفوا له اقوال تزعم انه قال في وصف نفسه وهو اشد البشر تواضعا واكثرعم انكارا للذات.
لكنها اعمال الملوك الذي ارقهم علي النموذج الانساني الناصع البياض والكامل العدالة مقابل بطشهم بالناس وحكمهم للبشر بالقوة والجبر والاكراه.
لهذا سنجد في نهج البلاغة وفي غيره من الكتب ما لا يصدقه عقل من أمام العقلاء علي بن ابي طالب عليه السلام قد قال كلاما مماثلا من مثل الزعم انه ذم النساء ووصفهن بالنقاصات العقل او مثل قولهم في زعمهم عنه ان الامام معاذ الله العلي القدير قد وصف نفسه بصفات التبجيل والخلق والصنع وهو الذي قال مئات المرات انه ليس سوى عبد من عباد الله واستغفر ربه مرارا فيما ينقل عنه ومع ذلك دس المغرضون السم في عسل بلاغة الامام ووقع في الخطأ من جمع اقواله في كتاب جامع.

ولمن لا يعرفون الامام من قرائنا الاحبة في روسية واوروبا وفي مختلف بلاد العالم نقول:
انه الرجل الذي اعتبرته منظمة الاونيسكو الاممية " الحاكم الاكثر عدلا في تاريخ البشر"

 

وهو ايضا من يعتبره فلاسفة اوروبا وعظماء المسيحية أنه من اعظم الخلق وان كلامه اي كلام الامام علي تحت كلام الله ولكنه فوق كلام البشر كما يصفه الشاعر والمفكر اللبناني جورج شكور
(فضلا راجع مقابلة الاستاذ شكور مع مؤسسة الامام علي بن ابي طالب للتوثيق في قسم الفيديو وايضا يمكنكم متابعة الكثير من اقوال الفلاسفة في قسم قالوا في الامام)

مولده:
ولد الامام عليه السلام في العقد الثاني من القرن السابع الميلادي في جزيرة العرب بمكة المكرمة التي كانت مدينة صغيرة وسط محيط من الصحاري وكان اهلها من التجار الاثرياء والى مدينتهم يحج سكان الجزيرة العربية (المملكة العربية السعودية واليمن وعمان والامارات وقطر والبحرين والكويت حاليا) للتعبد في مكان يسمى الكعبة المشرفة التي كان العرب في حينه يعتقدون ولا يزالون انه مسجد بناه النبي ابراهيم وابنه اسماعيل في تلك المنطقة قبل ثلاثة الاف عام من الميلاد.
وكان والدي الامام من اتباع الديانة التوحيدية الحنفية التي تتبع للنبي ابراهيم لكن كل العرب في تلك المنطقة ومحيطها كانوا من الوثيين عبدة الاصنام وان عرفوا الله العلي القدير لكن كانوا يعتبرون الاصنام آلهة لها سلطة وشراكة مع الله العلي القدير.
وكان في مكة وفي الجزيرة ايضا قلة من المسيحيين واليهود يعيشون جنبا الى جنب مع المشركين والوثنيين والاقلية المؤمنة بدين النبي ابراهيم.
ولأن النسب أمر مهم عند العرب فقد ولد الامام من ابويين من بني هاشم وهو نبلاء قبيلة قريش التي كانت تحكم مدينة مكة التي يحج اليها كل سكان الجزيرة العربية كما قلنا للتعبد وايضا للتجارة.
وقد ولد الامام عليه السلام في جوف الكعبة التي هي قبلة الاسلام التي يتوجه اليها العرب قبل الاسلام في صلاتهم ويتوجه اليها المسلمون ايضا في صلاتهم. ولانه ولد في جوف الكعبة قبة الاسلام فقد اعتبر نبي الاسلام محمد وعائلته الكبيرة بني هاشم ان في هذا إشارات خاصة من الله العلي القدير.

تسميته:

سُمّي بعلي وهذا الاسم نادر جداً في العرب، بل هناك من المؤرخين من يقول انه اول من تسمى به ولم نجد الا اسم علي بن صعب بن بكر بن وائل من ربيعة يتشبه باسم الامام لكن يذكر بعض المؤرخين ان ملوك العرب الذي استولوا على الدولة الاسلامية بعد وفاة الرسول من امثال بني امية وبني العباس قاموا بتأليف الاكاذيب عبر كتاب استأجروهم وعبر مؤرخين جندوهم للزعم ان هناك قبل الامام من تسمى بهذا الاسم(فضلا مراجعة كتاب المؤرخ الاندلسي في سيرة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام.

وينقل كتاب سيرة الامام عليه السلام عن والده ابي طالب قوله " قد سمّيته بعلي كي يدوم له عز العلاء وخير العزّ أدومه" وقد كان الامام علي عليّا في كل شيء إلا في أمور الدنيا التي لا قيمة لها بنظره.

ايمانه برسالة النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه:

هو أول من آمن بالرسول على الاطلاق وقد تربى في منزل مؤمن بالله الواحد العلي القدير لكن كل البيئة المحيطة به كانت وثنية تعبد الاصنام الا ان الامام عليه السلام لم يسجد لصنم فقد ولهذا يقول المسلمون بعد ذكر اسمه " كرم الله وجهه" لأنه صانه عن عبادة الصنم في بيئة وثنية.

 

 

الفدائي الاول في الاسلام:

قبل ان يتحول العرب طواعية الاسلام وليس عبر الغزو والعدوان كان النبي ومن معه في مكة لا يزيدون عن مئة شخص اغلبهم من الرقيق المستعبدين ومن الضعفاء والفقراء وبعض من عائلته النبيلة بنو هاشم وهم قلة قليلة جدا. لذا خيرت قريش القبيلة الثرية والغنية النبي بين جعله ملكا عليهم ومنحه الاموال شرط التنازل عن مسألة الدعوة الى الله وبين ان يقتل او يطرد او يحاصر.
وقد قررت قريش بعد سبع سنوات من بدء الرسول الدعوة لرسالته في مكة ان تطرد النبي الى جبل قريب يملك قطعة ارض فيه عمه ابو طالب والد الامام علي عليهما السلام وحوصر النبي ومن معه من المسلمين الاوائل في تلك الارض التي ليس فيها لا ماء ولا زرع ولا طعام ولا طيور وكانوا قرابة المئة شخص مع عوائلهم وقررت قريش ان تقاطعهم في اول عقوبة اقتصادية في التاريخ ربما حيث لا تبيعهم شيء ولا تشتري منهم شيء وقد كان الامام عليه وكان فتيا لم يتجاوز العقد الثاني بعد ينزل من الجبل الى المدينة مخاطرا بنفسه مع آخرين لنقل الماء والطعام الى المحاصرين في شعب ابي طالب. وعلى هذه الحال بقي المسلمون الاوائل ثلاث سنوات كان فيها النبي معرضا للقتل والاغتيال بشكل يومي يترصده قتلة مأجورين تابعين لقادة قريش المتخوفين من النبي لانهم سيخسرون تجارتهم لو آمن العرب به وقام هو بمنع عبادة الاصنام. فكل العرب يزورون مكة لعبادة الاصنام فان انتصر الاسلام وانبيه سيتوقف العرب عن زيارة مكة وتتوقف تجارة قريش او هكذا ظن سادة قريش واثريائها.
وقد سجل التاريخ ان الامام علي بن ابي طالب عليه السلام كان في سنوات ثلاث من الحصار يتبادل مع اشقائه جعفر وعقيل النوم في فراش النبي حتى يخدعوا من يتجسس على النبي بهدف قتله ليلا.


حتى انقضى الحصار وحان بعده زمن الرحيل عن مكة الى مدينة أخرى وكانت قريش قد جهزت فرقة لاغتيال النبي مؤلفة من فرسان من عدة قبائل حتى يضيع دمه بين قبائل عدة فلا يعرف اهله ممن ينتقمون له على عادة العرب في الثأر في ذلك الزمن.
وفي ليلة هجرة الرسول صلوات الله وسلامه عليه من مكة الى " يثرب" عبر الصحراء نام الامام علي في منزل النبي عليهما افضل الصلاة والسلام ليفدي الرسول في حادثة الهجرة المشهورة وينام في فراشه حتى قيل نقلا عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه " إن الملائكة كانت تتعجب من شجاعة علي".

زواجه:
في سنوات الامام علي الاولى عاش كما هو متوقع مع والديه، ولكن حين بلغ الثامنة من عمره اصيب والده بانتكاسة مالية واصبحت اوضاعه صعبة جدا ولم يستطيع اعالة ابنائه الكثر فتوزع اخوته والنبي محمد كل منهم ولدا يعيش معه وكان الامام من نصيبه العيش ربيبا للنبي محمد ينام في حجرة ويتربى في بيته. فلما نزل الوحي الالهي على رسول الله كان في غار حراء في جبل قرب مكة ومعه كان الامام عليهما السلام.
ولان المسلم الاول بعد رسول الله ولانه كاتب وحي الله العلي القدير ولا احد سوى عرف تفسيرا ايات القران كاملة كما يعرفها هو وكما تلقاها من رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فقد كان حتى زواجه مميزا اذ كان فقيرا جدا وعاملا مياوما يعمل من كد يمينه ولم يكن تاجرا او مالك ثروة وقد تقدم لخطبة ابنة رسول الله السيدة العظيمة فاطمة عليها السلام اكابر المسلمين في يثرب من زعماء واثرياء لكنها رفضتهم جميعا.
لتتزوج عليا الفقير الذي باع درعه الذي يحمي به نفسه في الحروب كي يقدم ثمنه مهرا لزوجه وقد كانت ابنة الحاكم والآمر الناهي في يثرب في تلك المرحلة ومع ذلك تزوجت عليا عليه السلام لانه الاطهر والاتقى لا لأنه الاغنى وقد كان تدبيرا من الله العلي القدير حتى تنحصر ذرية النبي عليه صلاة الله وسلامه في ابناء الامام والسيدة فاطمة فلم يعش اي من اولاد النبي الذكور ولا الاناث وكل ما يقال عن بنات رسول الله لسن بناته بل بنات زوجاته وابنته الوحيدة هي ابنة السيدة خديجة بنت خويلد السيدة فاطمة الزهراء زوجة الامام علي عليه السلام.

بطولاته الفكرية وشجاعته العسكرية:
خاضت قريش حروبا عدوانية على المسلمين بعد رحيلهم عن مكة الى مدينة اخرى تقبلتهم وآمن أهلها بنبي الله وصاروا مسلمين طواعية ومحبة وايمانا. فكانت الحرب الاولى بسبب سرقة القريشيين لاملاك المسلمين في مكة ومحاولتهم بيعها وبيع من بقي من ابناء المسلمين في سوق العبيد في الشام. فمرت قوافل قريش التي تحوي المسروقات في طريقها الى البيع في الشام فتصدى لها المسلمين محاولين اللحاق بها فكانت اولى المعارك هي معركة بدر التي قتل فيها الامام علي وحده نصف فرسان المشركين.
وقد كان الامام لا يبدأ قتالا، ويعرض على خصومه ان يتركوا الحرب وان يختاروا السلم وكان يحاورهم ويعلمهم انما هو يقاتل لله العلي القدير لا لشخصه ولا لمجده وان دينه يأمره بعدم ارتكاب العدوان ويقبل منهم السلم ان جنحوا للسلم وتركوا الحرب فان قرروا العناد وقرروا استمرارهم في العدوان حينها فقط يقاتلهم.

وقد كان هو الذي قلع بابا في حصن ضخم يقال له خيبر. وكان لا يستطيع جماعة من الناس أن يقلبوه ويقال انه كان يحتاج الى ٢٠ رجل لفتحه.
وكان في ذلك الحصن رجل مخيف يؤمن اتباعه أنه لا يموت وسيعيش للابد واسمه مرحب وهو فارس فرسان من طائفة قديمة من اليهود الذين قاتلوا المسلمين وتآمروا عليهم مع المشركين رغم معاهدة الاخوة بينهم وبين المسلمين. وقتل الامام مرحب الخيبري.
ومن قبله كان الامام محاصرا مع المسلمين في " يثرب" التي تحول اسمها الى " المدينة المنورة" وجاءت قريش بعد حربين هي بدر واحد وقد جمعت جيشا ضخما بقيادة فارس فرسان العرب المدعو عمر بن ود الشهير بقاتل الالف اي انه يقاتل كأنه الف رجل.
وقد تحدى عمرو بن ود العامري المسلمون فهرب فرسانهم عن مبارزته وهو مازال يدعوهم عشرات المرات بسبب قوته وجبروته وسمعته بين العرب ولم ينازله أحد وفي كل مرة يقف علي ويقول لرسول الله صلوات الله وسلامه عليهما " انا ابارزه يا رسول الله" (فضلا انظر تاريخ الطبري والمغازي). حتى اذن له رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فانهزم العامري ونعته شقيقته التي تفاخرت بان من قتله فارس اعظم منه ورجل اشرف وانزه من في العرب هو علي بن ابي طالب عليه السلام.

اخلاقه في الحروب:
لم يبدأ الامام حربا، ولا غزا بلدا ولا اعتدى على أمم ولا اجبر شعبا على اعتناق الدين كما فعل من سبقوه ومن جاؤوا بعده ك خلفاء حاكمين للدولة الاسلامية الاولى.

وقيل " انه لم ينهزم في معركة قط، ولم يكرر ضربة قط. إذا ضرب من أعلى قدّ. وإذا ضرب من الجانب قط. و في الحديث كانت ضرباته وترا.
أما الشجاعة فإنه أشد الناس ملائمة في اتصافه بها، ذكر من كان قبله ، ومحا اسم من يأتي بعده ، ومقاماته في الحرب مشهورة ، تُضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة ، وهو الشجاع الذي ما فرَّ قط ، ولا ارتاع من كتيبة ، ولا بارز أحد إلا قتله .


ففي حرب وقعت بينه وبين المتسلط على حكم بلاد الشام في ومنه المدعو معاوية بن ابي سفيان في حرب سميت بمعركة صفين، قبل ان يبدأ القتال دفع الامام عليه السلام فرسه الى مقدمة جيش معاوية ثم نادى عليه ليبارزه حتى لا يسقط ضحايا من الجيشين فتحسم الحرب المبارزة بين قائديها.
فقال احد مستشاري معاوية ويدعى عمرو بن العاص:
" لقد أنصفك الرجل"
فقال معاوية: ما غششتني منذ نصحتني إلا اليوم أتأمرني بمبارزة أبي الحسن و أنت تعلم أنه الشجاع المطرق أراك طمعت في إمارة الشام بعدي"
اي ان معاوية يعرف ان لا امل لأي مبارز بالفوز في مواجهة علي عليه السلام.

فلا يمكن أن توصف الشجاعة بأكثر من أنه ما هرب من مبارز، وكان يقول عليه السلام :
ما بارزت أحدا إلا وكنت أنا ونفسه عليه .


وقيل له : يا أمير المؤمنين ألا تعد فرساً للفر والكر ؟
فقال عليه السلام: أما أنا فلا أفر ومن فر مني فلا أطلبه.

وقيل في كتب المؤرخين المذكورة اسفل هذا المقال أنه كان سلام الله عليه " يُمسك بيد انسان حتى لا يستطيع ان يتنفس".

الهالة التي أحاطت بعلي عليه السلام او ما يقال في يومنا الان " الكاريزما":

فهو أزهد الناس باعتراف عمر بن عبد العزيز الأموي، فقد قيل له أنت أزهد الناس فقال لا بل أزهد الناس الإمام علي بن أبي طالب.

ومما يخفيه المؤرخين عن الامام عليه السلام انه هو الذي قلب وأنزل الصنم الكبير هُبل العظيم من ظهر الكعبة. وكان ذاك الصنمة منحوت من صخرة عظيمة رفعها ثلاثمئة رجل لتنصب في الكعبة قبل قرون.

وفي حرب مع اعدائه احتج جيشه بالعطش لان فتحة نبع ماء سدت بصحرة ولم تستطع كتيبة فتح تلك النبع فقام الامام عليه السلام متوكلا على الله العلي القدير فحمل الصخرة ورماها بعيدا عن الماء.
ولم تكن قوة الامام الجسدية عليه السلام من عضلاته بل أتت القوة من قوة الايمان ومن قوة الروح.
وهو قال عن نفسه: والله ما خلعت باب خيبر بقوة جسدية ولكن بقوة روحية.
وقيل (المصدر السابق) انه أراد يوماً ان يكسر قُرصاً من الخبز فلم يستطع أن يكسره الا بعد الاستعانة بيديه وركبته. فهي قوة الروح وليست قوة الجسم.

تقواه عن الفحشاء:

لا ينكر حتى اعداء الامام وما اكثرهم عبر التاريخ انه من عظماء الكون في عبادته ونُسكه.
هو الذي علّم الناس كيف يذكرون الأوراد وذكر الله العلي القدير في الخلوات.
وهو الذي فسر معنى الصلاة على النبي وكيفيتها.
وهو الذي وعلّم الناس آداب الفروسية التي لا تبتغي التباهي الشخصي بل الاحتراف الاخلاق لاجل الحق قبل القوة البدنية والمهارة الحربية.
وقد تجلت اخلاقه عليه السلام امام عدوه عمر بن العاص في المعركة المسماة "صفين" وقد سقط عمرو بن العاص ارضا وهو يبارزه فلما اراد الامام الاجهاز عليه انقلب ابن العاص مظهرا قفاه وكاشفا ملابسه عن سوءته والى هذا يشير الشاعر ابو فراس الحمداني:
ولا خيرَ في دفعِ الردى بمذلة ٍ
كما ردها، يوماً بسوءتهِ " عمرو"
وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا،
لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ.
فإنصرف عنه الامام علي وهو يعلم ان قتل عمرو بن العاص كان سينهي الحرب بانتصاره هو وقد كان عمرو أحد دهاة العرب الأربع.

بلاغته:
حتى يومنا هذا لا يزال المفكرون جيلا بعد جيل ينبهرون ببلاغة وفصاحة وانسانية واخلاق الامام علي عليه السلام. ويُنسب له ٤٨٠ خطبة بين قصيرة وطويلة كان يُوردها على البديهة.

وقد جمع شخص يدعى الشريف الرضي خطبه وإنتاجه في ثلاثة اجزاء. الاول والثاني جمع خطبه فقط. والجزء الثالث يجمع حكمه وأجوبة مسائله ورسائله. ومن البديهي ان جمع الخط والحكم شيء وتوثيقها والتأكد من انها كلها للامام عليه السلام شيء آخر.

بعد ذلك أتى ابن أبي الحديد متوفى في السنة التي دُحرت فيها بغداد على يد التتار سنة ٦٥٦ هجرية (١٢٥٨م) وكان الخليفة المستعصم هارباً. وكان له وزير يدعى مؤيد الدين العلقمي. وقد طلب من ابن أبي الحديد وشجعه على أن يشرح نهج البلاغة. فأنفق أربعة سنوات كاملة في كتابة شرح الإمام علي بن أبي طالب.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى