قالوا عن قوَّة وشجاعة الإمام علي "عليه السلام"

2021.04.20 - 04:04
Facebook Share
طباعة

           يكاد يتَّفق المستشرقون ويتبعهم بعض المؤرِّخين العرب على أنَّ الإمام علي "عليه السلام" لم يستخدم في إدارته للدولة المرونة السياسيَّة التي استخدمها غيره في إدارة الدولة, في حين أنَّ الذي استخدمه غيره هو ليس مرونة سياسيَّة, وإنَّما المكر والخداع وشراء الذِّمم مقابل الحصول على كرسي الخلافة.

          فقوَّة وشجاعة الإمام علي "عليه السلام" لم تكن محدودة بميدان المعركة فقط، بل تجلّت في صفاته الحميدة وضميره الحي وبيانه البليغ, وإيمانه الشديد، وإنسانيَّتَه العميقة وهمّته العالية وعزمه ولينه ولطفه، وإعانة المحرومين، ونصرة المظلومين على المتجاوزين والظالمين، والدعوة إلى الحقّ لكلّ ما لكلمة الحقّ من معنى, ومما قاله بعض المستشرقين في هذا الإطار:
 
 "البولونيَّة بوجينا غيانه ربيب بيت النبوَّة"
1. المستشرقة البولونيَّة " يوجينا غيانه":
          قالت عن الإِمام علي "عليه السلام" أنَّه رابع الخلفاء الراشدين, وهو أوَّل من اسلم من الصبيان، وكان أوَّل قاض ولاه رسول الله "صلى الله عليه وسلم" القضاء في اليمن، وقد تربى في بيت النبوة وانتشرت أحكامه وفتاواه([1]).
 
 "في سرير النبي"
2. المستشرق "جرهارد كونسلمان":
          أشار إلى ذكر حادثة مبيت الأمام الإِمام علي "عليه السلام" في فراش النبي "صلى الله عليه وآله وسلم"، فقال في هذا الصدد:
          "فكان علي قد رقد في سرير النبي, وكُلَّه ثقة بكلام الرسول، ولقد نام ليلة آمنة بعد وعد محمد "صلى الله عليه وسلم" له بأنَّه لم يمسَّه سوء"([2]).
 
 "جان ديون إيمان الإمام جعله صهر النبي
 3. المستشرق "جان ديون":
          قال جان ديون, في شجاعة الإِمام علي "عليه السلام" وأيمانه وتفانيه في الدفاع عن الرسول محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" كان السبب في موافقته على زواج الإِمام علي "عليه السلام" من ابنته فاطمة "عليها السلام" التي عدَّها هذا المستشرق أنَّها واحدة من أربعة نساء في العالم, لا يباريهُنَّ أحد بالتقوى, وهن امرأة فرعون, ومريم العذراء, وخديجة الكبرى, وفاطمة الزهراء "عليها السلام"([3]).
 الكنسي "إمرسون" الإمام علي الذات الحق
3. المسشرق والأديب الفيلسوف الأمريكي "إمرسون":
          من الدروس التي أستوعبها الفكر الأوربي والأمريكي عن الإمام علي "عليه السلام" على سبيل المثال، ما يتعلَّق بالأديب والمفكر والفيلسوف الأمريكي" إمرسون", الذي كان بمثابة الأب الروحي لعمليَّة استقلال أمريكا عن بريطانيا العظمى، فقد كان هذا الفيلسوف الأمريكي "١٨٨٢م-١٨٨٣م" شديد التأثر بمبادئ الإمام علي "عليه السلام" الإنسانيَّة وبمنظومته الفكريَّة الشاملة، وحاول أن ينقل شيئاً من أفكار ومبادئ الإمام علي "عليه السلام" إلى عقول وقلوب الشعب الأمريكي, من خلال مقالاته وقصائده ومؤلَّفاته الفكريَّة الأخرى, كان يؤمن أنَّ كُل إنسان هو باب ومدخل إلى العقل الكوني، كان على صلة وثيقة بالإمام الكوني وبكل كلمة من كلماته الخالدة، وصرَّح بذلك في مقالة له بعنوان "الذات الحق", وعندما اطلع ذلك الفيلسوف الأمريكي على كلمات حكيم الإسلام علي "عليه السلام" تغيَّر فكره وكيانه، فكانت الومضة المضيئة لحياة هذا الرجل، ومن الجدير بالذكر أن "إمرسون" هذا كان بالإضافة إلى كونه فيلسوفاً وشاعراً وأديباً، كان أيضاً رجل دين عالي المقام في "كنيسة بوسطن الموحَّدة"([4]).
 


- [1] تأريخ الدولة الإِسلاميَّة وتشريعها، شتيسفسكا، ص ٥٦.
[2]- سطوع نجم الشيعة، كونسلمان، جرهارد، ترجمة محمد أبو رحمة، ص٦.
[3]- الاعتذار محمد و القرآن، بون، جان ديون، ترجمة ترجمة عباس الخليلي، ص٤.
[4]- الإِسلام، جيوم،الفريد، ترجمة محمد مصطفى، ص٢٨.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى