الإمام علي (ع) والعدل - 2

2020.08.24 - 10:25
Facebook Share
طباعة

إن رائحة العطر فواحة، ولا يحتاج حسنها الى شرح، كذا عدالة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام، يكفي ان تذكر مواقفه دون شرح، ويكفي ان تروي حكمه وفسلفته في العدالة
 
دون تفاصيل حتى تشعر في اعماق الروح أي خسارة خسرتها البشرية حين لم يتبع الاقربون ذاك العظيم، فخسروا فرصة التتلمذ الانساني على يديه، وبدل أن يتحولوا -بسبب فلسفة الاسلام على يد عليّ- الى دعاة بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالعدل والمحبة، تحولوا الى مفاخرين بالظلم، ومباهلين للامم بما استطاعوه من قهر الغير، بدل اكتساب قلوبهم، كما كان يريد الامير علي عليه السلام.
 
ومن مقولات الإمام الخالدة في العدل: "وَاللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ مُصَفَّداً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ وَغَاصِباً لِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْحُطَامِ ، وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا ، عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ".
وتفسير ذلك أنه يقسم بأنه لو نام ليله على اصعب ما يرقد فوقه الانسان، ولو جرى وضع الاغلال والقيود الحديدية في يديه ورجليه، لهو أحب وأهون عنده من أن يظلم أحدا، وأن يموت فيلقى الله حاملا ذنب ظلم الاخرين.
 
وقال امير المؤمنين عليه السلام في العدل:
وَإِيَّاكَ وَالِاسْتِئْثَارَ بِمَا النَّاسُ فِيهِ أُسْوَةٌ، وَالتَّغَابِيَ عَمَّا تُعْنَى بِهِ مِمَّا قَدْ وَضَحَ لِلْعُيُونِ، فَإِنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْكَ لِغَيْرِكَ وَعَمَّا قَلِيلٍ تَنْكَشِفُ عَنْكَ أَغْطِيَةُ الْأُمُورِ، وَيُنْتَصَفُ مِنْكَ لِلْمَظْلُومِ
(النهج شرح ابن أبي الحديد 17ص81).
 
وتفسيره:

 

انه لا يجوز للانسان ان يطمع، فيأخذ لنفسه ما يجب ان يكون له وللاخرين، ولا يجب ان يمارس الانسان الظلم بحق الاخرين بزعم انه لا يعرف ما هو حقه، وما هو حق غيره، فان ما يحصل عليه الانسان في الدنيا بالطمع، وما يأخذه بالظلم، سيؤخذ منه بالموت وسيحاسب عليه ما بعد الموت.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى