حقوق الانسان في فلسفة الإمام عليه السلام (ج 1)

2020.11.05 - 11:28
Facebook Share
طباعة

في الكوفة وبينما كان الامام عليّ (ع) يخطب في الناس، إذ قاطعه أحد الخوارج شاتماً:
"قاتله الله كافراً ما فقهه!"
فهاج أصحاب الإمام يريدون قتل الرّجل، فنهاهم الإمام -على غير عادة الحكام قائلاً: "إنّما هو سبٌ بسب، أو عفوٌ عن ذنب"
المصدر (نهج البلاغة الجزء الرّابع ص 98-99).
 
قوله في قاتله
والاعظم من كل ما سبق، ما ظهر من انسانية الامام علي السلام مع قاتله اللعين ابن ملجم، فقد كان كما كل معارضي الامام ومحاربيه، يقاتلونه بالميدان، ويعارضونه بالكلام والفعل والدعاية والتشويش والتشويه، لكنه لم يعتقل احدا منهم ولم يضطهد احد ولم يمنع احد من دخول اي مدينة تدين له بالولاء حتى انهم كانوا يدخلون مسجده ويمكرون له وهو يعرفهم وينهى انصاره عن التعرض لهم.
 
فقد كان ابن ملجم معروفا بانه من الخوارج، وكان ممن حاربوا الامام، وممن قاتلوه، لكن حين اتى الكوفة ودخل مسجدها ورآه الامام لم يأمر بالقبض عليه طالما لم يرفع سيفا ولم يعتدي على احد.
 
وعلى مذهب رسول الله ص الذي عرف من جبرائيل ان يهودية ستحاول قتله ولم يفعل شيئا لها ولا للمتآمرين معها الا بعد ان رمته قاصدة قتله باناء فيه تراب من سقف كانت تكمن فيه لرسول الله بقصد اغتياله.فلما نجى عاقبها على فعلها لا على نواياها. كذا امير المؤمين، عليه السلام، ترك ابن ملجم دون عقاب على رأيه وموقفه المعارض حتى اذا اغتاله أمر بنيه قائلا " ضربة بضربة، ولا تنكلوا ولا تمثلوا بالرجل، فان عشت فانا اولى بالعفو عنه، اي انه طلب من ابناءه ان لا يعاقبوا قاتله ان مات الامام الا بمثل الضربة التي ضربها للامام غيلة بل وأمرهم ان يتركوه لامر الامام ان نجى ولم يمت وان لا يضربوه اكثر من ضربة وان لا يعذبوه وان ينكلوا به وان يطعموه مما يأكلون وهو سجينهم.
 
وقد قال الامام ذلك وهو على فراش الموت، مصابا بسيف مسموم غدر به من الخلف وهو راكع في محرابه.
 

 

فاي اخلاق يعلمنا اياها ربيب رسول الله ص وكم نحمل في انفسنا من اخلاقه يا ترى؟؟
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى