من كلام الإمام عليّ (عليه السلام) عن القرآن الكريم (1)

2020.08.24 - 09:46
Facebook Share
طباعة

ورد لأمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة ما نصه "ذَلِكَ الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ،اني لمخْبِرُكُمْ عَنْهُ أَلا إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا يَأْتِي، والْحَدِيثَ عَنِ الْمَاضِي، ودَوَاءَ دَائِكُمْ، ونَظْمَ مَا بَيْنَكُمْ"
 
وتفسير ذلك، أن من وصفه رسول الله " بانه باب مدينة العلم" يقول للناس أن " القرآن فيه قصص مما مضى من تاريخ البشرية، وفيه قبسات مما سيأتي على الانسان في الدنيا وفي الآخرة، وفيه علاج اخلاقي لداء الانسان الازلي، وهو النزوع نحو كل دنية، مصداق للقول
 
" إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي " وفي تفسير قول الامام أيضا، ان القرآن يحوي الاساس العقائدي لاخلاق الانسان في علاقته بالانسان بطريقة مثالية. وتكفي كلمات " نظم ما بينكم" لفهم ان القرآن يحتوي بين طياته على المثل العليا التي على كل انسان ان يتعلمها ويفهمها ويمارسها ليصبح " انسانا كاملا في تعامله مع اخيه الانسان"
 
واما قول الامام عليه السلام " أني لمخبركم عنه" ففيه كل مآسي التاريخ الانساني، فلو كان مع الامام وحوله جمهور يعي ما يقوله هذا العظيم، ويدرك اهمية وعظمة ما يقصده بقوله هذا لتتلمذوا على يدي الحكيم وصار شعب الجزيرة والعراق وبلاد الشام في ذلك الحين من التاريخ جمهور من الحكماء وخيرة البشر، وامثلة بالملايين عن الانسان الكامل الذي اراد الله له ان يرث الارض وان يكون خليفته فيها.
 
لكن قد حالت العصبية العشائرية، والاطماع البشرية واحلام الاباطرة، والسلطان ما بين جمهور الدهماء وما بين احكم الحكماء، فانحاز الجمهور ضد علي عليه السلام وحال بينه وبين نشر العلم والحكمة في نفوس الملايين من البشر في زمن التحولات الكبرى، التي لو لم تنحرف عن مسارها الطبيعي، لتتلقى الباطل من معاوية والفتن منه ومن غيره لبنى الامام في انفس الناس هياكل من صلاح وتقوى وعلم وحكمة وفلسفة، وهي التي اتى بها رسول الله صلوات الله عليه من رب العالمين بالقرآن وبمعانيه وتفسيره الذي علمه لابن ابي طالب سلام الله عليه.
 
وفي السيرة بحسب كتابها من اهل السنة والجماعة ما يسجل على الناس حجة امام الله الى انهم يعرفون قدر علي ولكنهم لم يتعلموا منه.
 
ومن ذلك قول رسول الله (ص) "علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض"
المصدر (المستدرك للحاكم النيسابوري)،
 
وكذلك قال الرّسول الأكرم (ص): "أنت (ياعلي) تبيّن لأمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي"، (المصدر المستدرك للنيسابوري).
وكتب ابن أبي الحديد المعتزلي مثل ذلك في كتابه شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢١٠؛ وكذلك في إحقاق الحقّ ٤ / ١١٨؛ كما ان الشاهد نفسه مذكور في كتاب المودّة للقندوزي ١ / ٢٣٩"
 
وقد ورد في كتاب آلاء الرحمن في تفسير القرآن ج4 ص 38، وكذلك الفهرست ص 48
ان " أمير المؤمنين كاتب الوحي، وأمين رسول الله على كتاب الله، يكتب كل حرفٍ ينطق به الرّسول ويحفظه ويسأل النّبيّ عن تفسير كلّ آية وانه قال "إنَّ كل آية أنزلها على محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم عندي بإملاء رسول الله وخط يدي".
 
وقد روي عن الأصبغ بن نباتة أنَّه قال:
"لمَّا بويع أمير المؤمنين عليّ (ع) بالخلافة، خرج إلى المسجد فقال: سلوني قبل أن تفقدوني؛ فوالله إنَّي لأعلم بالقرآن وتأويله من كل مُدَّعٍ علمه، فوالذي فلق الحبَّة وبرأ النَّسَمة لو سألتموني عن آية لأخبرتكم بوقت نزولها وفيمَ نزلت"،
 

 

المصدر: حلية الأولياء ج1 ص 67، أنساب الأشراف ج1 ص 99، ومقدّمة تفسير البرهان.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى