قالوا في علي (ع) ج10

2020.08.12 - 04:21
Facebook Share
طباعة

 8. جبران خليل جبران:
قال الأديب اللبناني "جبران خليل جبران" في الإمام علي، ما نشر عنه ذلك مجلَّة العرفان في عددها الصادر في شباط سنة 1931م،: "في عقيدتي أن علي بن أبي طالب كان أول عربي لازم الروح الكلية وجاورها وسامرها، وهو أول عربي تناولت شفتاه صدى أغانيها فرددها على مسمع قوم لم يسمعوا بمثلها من ذي قبل، فتاهوا بين مناهج بلاغته وظلمات ماضيهم، فمن أعجب بها كان إعجابه موثوقاً بالفطرة، ومن خاصمه كان من أبناء الجاهلية".
وقال جبران في وفاة الأمام علي "مات علي بن أبي طالب (ع) شهيد عظمته، مات والصلاة بين شفتيه، مات وفي قلبه الشوق إلى ربه، ولم يعرف العرب حقيقة مقامه ومقداره حتى قام من جيرانهم الفرس، أناس يدركون الفارق بين الجواهر والحصى، مات قبل أن يبلغ العالم رسالته كاملة وافية، غير أنَّني أتمثله مبتسماً قبل أن يغمض عينيه عن هذه الأرض، مات شأن جميع الأنبياء الباصرين الذين يأتون إلى بلد ليس ببلدهم، وإلى قوم ليسوا بقومهم في زمن ليس بزمنهم، ولكن لربك شأن في ذلك".
ينظر جبران إلى علي نظرته إلى الكائن الذي اتصل بأسمى ما في الوجود من معاني، وتاق إلى الكمال فأدركه، واتحد به، فإذا هو يلازم ما اسماه الروح الكليَّة، يجاورها ويسامرها، فلا يجفوها ولا تجفوه، ويرى جبران -هذا ما أورده الكاتب جرداق في كتابه "علي والقومية العربية"- أنَ علياً أوَّل عربي بعث في مسامع الدنيا أغاني هذه الروح الشاملة، حتى لكأن قلبه ينهل منها فتذيعها شفتاه أناشيد سماوية نشيداً تلو نشيد.


9. ميخائيل نعيمة:
نُشِرَ في مجلة الغربال القاهرية سنة 1923م، ما قاله نعيمة في الإمام علي: "تسألني عن الإمام علي، كرم الله وجهه، ورأيي أنه (من بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم) سيد العرب على الإطلاق، بلاغة وحكمة وتفهما للدين، وتحمسا للحق وتساميا عن الدنايا، فأنا ما عرفت في كل من قرأت لهم من العرب رجلا دانت له اللغة مثلما دانت لأبن أبي طالب، سواء في عظاته الدينيَّة وخطبه الحماسيَّة ورسائله التوجيهيَّة، أو في تلك الشذور المقتضبة التي كان يطلقها من حين إلى حين، مشحونة بالحكم الزمنيَّة والروحيَّة، متوهِّجة ببوارق الإيمان الحي ومدركة من الجمال في البيان حد الإعجاز، فكأنما اللآلىء بلغت بها الطبيعة حد الكمال، وكأنه البحر يقذف بتلك اللآلىء دونما عنت أو عناء.
وذكر جورج جرداق في كتابه "علي صوت العدالة الإنسانية، ما قاله ميخائيل نعيمة في الإمام: "وأضاف نعيمة: ليس بين العرب من صفت بصيرته صفاء بصيرة الإمام علي، ولا من أوتي المقدرة في اقتناص الصور التي انعكست على بصيرته، وعرضها في إطار من الروعة هو السحر الحلال, حتى سجعه، وهو كثير، يسطو عليك بألوانه وبموسيقاه، ولا سطو القوافي التي تبدو كما لو أنَّها هبطت على الشاعر من السماء، فهي ما اتخذت مكانها في أواخر الأبيات إلا لتقوم بمهمة يستحيل على غيرها القيام بها، إنها هناك لتقول أشياء لا تستطيع كلمات غيرها أن تقولها، كالغلق في القنطرة، وأضاف إنَّ علياً لمن عمالقة الفكر والروح والبيان في كل زمان ومكان".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى