من قصص الإمام علي عليه السلام ج2

2020.07.21 - 03:49
Facebook Share
طباعة

القصة السابعة: "الأمام علي وقصة البقرة"
 
عن الصادق (عليه السلام): إنَّ رجلين اختصما إلى النبي في بقرة قتلت حمارا, فقال (صلّى الله عليه وآله) اذهبا إلى أبي بكر واسألاه عن ذلك, فلمَّا سألاه: قال بهيمة قتلت بهيمة لا شي‏ء على ربها, فأخبر رسول الله, فأشار بهما إلى عمر, فقال: كما قال أبو بكر, فأخبر رسول الله بذلك, فقال (صلّى الله عليه وآله) اذهبا إلى علي, فكان قوله (عليه السلام): إن كانت البقرة دخلت على الحمار في مأمنه فعلى ربها قيمة الحمار لصاحبه, وإن كان الحمار دخل على البقرة في مأمنها فقتلته, فلا غرم على صاحبها, فقال رسول الله لقد قضى بينكما بقضاء الله.
 

القصة الثامنة: "رجل أسود وامرأة سوداء وولدهما أحمر"

أتي عمر بن الخطاب برجل أسود ومعه امرأة سوداء, فقال:يا أمير المؤمنين, إني أغرس غرسا أسود وهذه سوداء على ما ترى, فقد أتتني بولد أحمر.
فقالت المرأة: والله يا أمير المؤمنين ما خنته, وإنه لولده, فبقي عمر لا يدري ما يقول: فسأل عن ذلك علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال للأسود:«إن سألتك عن شي‏ء أتصدقني؟» قال: أجل, والله.
قال: «هل واقعت امرأتك وهي حائض؟» قال:قد كان ذلك.
قال علي (عليه السلام): «الله أكبر, إن النطفة إذا خلطت بالدم فخلق الله عز وجل منها خلقا كان أحمر, فلا تنكر ولدك فأنت جنيت على نفسك».
 

القصة التاسعة: "الغلام طالب المال":

يقال أنَّ غلاماً طلب مال أبيه من عمر, وذكر أنَّ والده توفي بالكوفة, والولد طفل بالمدينة, فصاح عليه عمر وطرده, فخرج يتظلم منه, فلقيه علي (عليه السلام), وقال: ائتوني به إلى الجامع حتى أكشف أمره, فجي‏ء به فسأله عن حاله فأخبره بخبره, فقال علي لأحكمن فيكم بحكومة حكم الله بها من فوق سبع سماء, وإنه لا يحكم بها إلا من ارتضاه لعلمه, ثم استدعى بعض أصحابه, وقال هات مجرفة, ثم قال سيروا بنا إلى قبر والد الصبي, فساروا, فقال: احفروا هذا القبر وانبشوه واستخرجوا لي ضلعا من أضلاعه, فدفعه إلى الغلام, فقال له: شمه, فلما شمه انبعث الدم من منخريه, فقال (عليه السلام): إنه ولده, فقال عمر: بانبعاث الدم تسلم إليه المال?, فقال: إنه أحق بالمال منك ومن سائر الخلق أجمعين, ثم أمر الحاضرين, بشم الضلع, فشموه, فلم ينبعث الدم من واحد منهم, فأمر أن أعيد إليه ثانية, وقال: شمه, فلما شمه, انبعث الدم انبعاثا كثيراً, فقال (عليه السلام): إنه أبوه فسلم إليه المال, ثم قال: والله ما كذبت ولا كذبت .
 
 
القصة العاشرة: "حكمة الفرس والإمام علي"

مما يُروى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)أنَّه أوقف فرسه مرة ً عند باب مسجد وقبل أن يدخل لُيصلي استأمن أحد الواقفين عند الباب على فرسه وعلى السرج الذي عليه, فطمع الرجل المُستأمن على الفرس وسرق سرج الفرس وهرب إلى السوق وباعه هناك, ولمّا خرج علي بن أبي طالب (ع)من المسجد لم يجد الرجل ولا السرج, فذهب إلى السوق ليشتري سرجاً آخر حتى يستطيع ركوب الفرس, وقد أدهشه أن وجد سرج فرسه نفسه معروض للبيع في السوق فسأل صاحب الدكان بكم يبيعه؟
فقال البائع: بعشرة دراهم.
فقال له علي: وبكم باعك السرج من أحضره لك؟
قال البائع: بخمسة دراهم.
فاشترى علي (ع)السرج وقال: سبحان الله, لقد كنت أنوي أن أدفع للرجل السارق خمسة دراهم عند خروجي من المسجد لقاء أمانته, لكنه أستعجل رزقه وسرق السرج وباعه, ولو لم يستعجل رزقه بالحرام لأخذه بالحلال!
 

القصة الحادية عشر: "امرأة تشتكي عن أبناء زوجتها":

جاءت امرأة تشتكي إلى الإمام علي عليه السلام بأنَّ أبناء زوجها المتوفي ينكرون صلة أبنها بهم, ويتهمونها والعياذ بالله بأنها زانية.
بعث الإمام علي عليه السلام إلى أبناء الزوج المتوفي فقال لهم: لماذا تتهمون زوجة أبيكم بأنها زانية.
قالوا كان أبانا شيخا كبير ولا يستطيع في هذا السن الإنجاب, فطلب منهم الإمام أن يجمعوا مجموعة من الصبية مع ذاك الغلام الذي ينكرون أخوته لهم, وفعلا تم ما أراد, هنا جاء الإمام وطلب من الصبية النهوض, فنهضوا جميعا إلا أبن تلك المرة اتكأ أولاً ثم نهض فقال لهم وهو يشير بأصبعه إلى ذاك الغلام, هذا أخوك وولد تلك المرأة قالوا بلى وهم يتساؤلون: وكيف عرفت يا أمير المؤمنين, فقال: إن نطفة الرجل عندما يكبر في السن تكون ضعيفة, فلا تظلموا تلك المرأة.
 

القصة الثانية عشر: "قصة غريبة لحكم الإمام علي"

حضر إلى أمير المؤمنين وهم متخاصمون في قضية امرأتان لرجل واحد كل امرأة لقبيلة ولدتا في نفس اليوم وفي نفس الساعة, فأنجبتا إحداهم ولد والأخرى فتاة وتخاصموا كل من النساء تدعي أن الولد ولدها وأنَّها لم تلد فتاة وكان أمير المؤمنين (ع) يزرع فسيل عندما أخبروه القضيَّة قبض قبضة بيده الشريفة من تراب الأرض وقال لهم إن هذه القضيَّة أسهل من حمل هذا, وأمرهم بأن يجلبوا له ميزان صيرفي ووعائين صغيرين ومتساويين فجلبوا ما طلب ووزن الوعائين وتأكد من تساوي الوزن, وأمر النساء المتخاصمات أن تحلب كل واحدة من حليبها في أحد الإنائين بحيث تكون كميَّة الحليب متساوية في الحجم لكل الإنائين ووزنهما, فوجد أنَّ أحد الإنائين أثقل من الثاني, فقال لصاحبة الإناء الثقيل أنت أم الولد والثانية أم البنت, فاستغرب القوم إلى هذا الحكم, فقال أمير المؤمنين عليه السلام:
إن الله سبحانه وتعالى عادل في كل شي, وقد قال في كتابه الكريم "للذكر مثل حظ الأنثيين" وهذا القول ينطبق في كل شي, ولهذا يكون حليب الأم التي تلد الولد أكثر كثافة من حليب الأم التي تلد فتاة, ولهذا رغم تساوي كمية الحليب في الإنائين, إلَّا أنَّ الكثافة تختلف في كل حليب مما يجعل حليب الأم التي تلد ولد أثقل من الفتاة, فاعترفت صاحبة الفتاة بفتاتها وذهبت, قال رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم": (يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت, وما عرفني إلا الله وأنت, وما عرفك إلا الله وأنا).
 

القصة الثالثة عشر: قصة الارغفة

جلس رجلان يتغدَّيان مع أحدهما خمسة أرغفة ومع الآخر ثلاثة أرغفة فلما وضعا الغداء بين أيديهما, مر بهما رجل فسلم فقالا اجلس للغداء, فجلس وأكل معهما واستوفوا في أكلهم الأرغفة الثمانية, فقام الرجل وطرح إليهما ثمانية دراهم وقال خذا هذا عوضا مما أكلت لكما, ونلته من طعامكما, فتنازعا وقال صاحب الخمسة الأرغفة لي خمسة دراهم ولك ثلاثة فقال صاحب الثلاثة الأرغفة لا أرضى إلا أن تكون الدراهم بيننا نصفين, وارتفعا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب, فقصا عليه قصتهما, فقال لصاحب الثلاثة الأرغفة قد عرض عليك صاحبك ما عرض وخبزه أكثر من خبزك فارض بالثلاثة فقال لا والله لا رضيت منه إلا بمر الحق فقال علي ليس لك في مر الحق إلا درهم واحد وله سبعة فقال الرجل سبحان الله يا أمير المؤمنين, هو يعرض علي ثلاثة فلم أرض وأشرت علي بأخذها فلم أرض وتقول لي الآن أنه لا يجب لي في مر الحق إلا درهم واحد, فقال له علي "ع" عرض عليك صاحبك أن تأخذ الثلاثة صلحا فقلت لم أرض إلا بمر الحق, ولا يجب لك بمر الحق إلا واحد, فقال الرجل فعرفني بالوجه في مر الحق حتى اقبله, فقال علي أليس للثمانية الأرغفة أربعة وعشرون ثلثا أكلتموها, وانتم ثلاثة أنفس, ولا يعلم الأكثر منكم أكلا ولا الأقل فتحملون في أكلكم على السواء قال بلى, قال فأكلت أنت ثمانية أثلاث وإنما لك تسعة أثلاث وأكل صاحبك ثمانية أثلاث, وله خمسة عشر ثلثا, أكل منها ثمانية, ويبقى له سبعة وأكل لك واحداً من تسعة, فلك واحد بواحدك وله سبعة بسبعته فقال له الرجل رضيت الآن.
 

القصة الرابعة عشر: الجزار والقتيل
أتي برجل وجد في خربة بيده سكين متلطخة بدم، وبين يديه قتيل يتشحط في دمه، فسأله؟ فقال: أنا قتلته، قال: اذهبوا به فاقتلوه، فلما ذهب به أقبل رجل مسرعًا، فقال: يا قوم، لا تعجلوا، ردوه إلى عليّ، فردوه، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، ما هذا صاحبه، أنا قتلته.
فقال علي للأول: ما حملك على أن قلت: أنا قاتله، ولم تقتله؟ قال: يا أمير المؤمنين، وما أستطيع أن أصنع؟ وقد وقف العسس على الرجل يتشحط في دمه، وأنا واقف، وفي يدي سكين، وفيها أثر الدم، وقد أخذت في خربة؟ فخفت ألا يقبل مني، فاعترفت بما لم أصنع، واحتسبت نفسي عند الله، فقال علي: بئسما صنعت, فكيف كان حديثك؟
قال: إني رجل قصاب- جزار- ، خرجت إلى حانوتي في الليل، فذبحت بقرة وسلختها, فبينما أنا أسلخها والسكين في يدي أخذني البول، فأتيت خربة كانت قريبة فدخلتها، فقضيت حاجتي، وعدت أريد حانوتي، فإذا أنا بهذا المقتول يتشحط في دمه فراعني أمره، فوقفت أنظر إليه والسكين في يدي، فلم أشعر إلا بأصحابك قد وقفوا علي فأخذوني.
فقال الناس: هذا قتل هذا، ما له قاتل سواه، فأيقنت أنك لا تترك قولهم لقولي، فاعترفت بما لم أرتكبه, فقال علي للمقر الثاني: فأنت كيف كانت قصتك؟ فقال أغواني إبليس، فقتلت الرجل طمعًا في ماله، ثم سمعت حس العسس، فخرجت من الخربة، واستقبلت هذا الجزار على الحال التي وصف، فاستترت منه ببعض الخربة حتى أتى العسس، فأخذوه وأتوك به, فلما أمرت بقتله علمت أني سأتحمل دمه أيضًا، فاعترفت بالحق.
فقال الإمام علي لابنه الحسن: ما الحكم في هذا؟ قال: يا أمير المؤمنين، إن كان قد قتل نفسًا فقد أحيا نفسًا، وقد قال الله تعالى: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا"، فخلى عليّ عنهما، وأخرج دية القتيل من بيت المال.
  
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى